الاثنين، ٢٩ ديسمبر ٢٠٠٨

من وسط محرقة غزة أرض العزة أكتب.....

في واقع الأمر ليس هناك مقالة معدة سلفا أضعها في المدونة ولكني اليوم أدخل مباشرة للمدونة وأسطر كلماتي دون إعداد مبسق كالعادة.

فلا أعلم ماذا أكتب وكل العالم يدرك ويعلم ما يحدث في غزة من قتل وتدمير بشكل وحشي فاق الوصف، فتحليل الواقع لا يحتاح لتحليل والصورة لا تحتاج إلى أي توضيح.

إنني سأكتب عما أشعر به بعدما مرت ثلاثة أيام على بدأ حرب الإبادة الشاملة لغزة سأكتب عن أناس عشت معهم وعرفتهم ولكني أكتشف إني لم أكن أعرفهم كما يجب ، وأناس أحببتهم ولكني لم أعلم أني أحبهم كل هذا الحب، وآخرين لم ألتقيهم زرفت دموعي في تشيعههم.

فهذا أحد جيراني أعرفه شكلا لا إسماً .. أظنه مزارعا أو عاملا .. فأكتشف إنه من مقاتلي كتائب القسام أمضى ليلته مرابطا يجهز تجهيزات عسكرية فينقضى الليل سريعا فيذهب لعمله قبل أن يبدل بنطاله الذي قضى فيه الليل عاملا في سبيل الله وهو ممتلئ بالغبار والرمال، فيرتقى شهيدا في هذا اليوم وهو يحمل على جسده غبار وعرق في سبيل الله، ويدفن بذلك البنطال ليكون شاهدا له بغباره ورماله وعرقه.... فهل فعلا كنت أعرف هذا الشخص حق معرفته .... إنني لم أعرفه كما ينبغي.

وهذا شخص آخر .... أحبه في الله ... كان أخاً لي في أحد الأسر الإخوانية ... كانت صفته الحياء ... يصعد على المنبر في صلاة الجمعة ويخطب خطبة قوية تحدث فيها عن الجهاد والإستشهاد والمقاومة ... في خطبته حث الشباب للإنخراط في صفوف المقاومة لنصرة الإسلام ودحر الصهاينة عن أرضنا .. وبعد أربعة وعشرون ساعة بالتمام والكمال يرتقي شهيدا ... صدق الله فصدقه الله ... فبكيته كما بكيت أمي عند وفاتها ولم أكن أعلم مبلغ حبي له مسبقا ... تذكرته عندما إلتقيته قبل عدة أيام في مسجده فترك من كان معهم وصافحني وقال لي "نورت المسجد" ... رحمك الله أبا مجاهد...

وهذا آخر لم ألتقيه من قبل ... استمر البحث عن جثته يوما كاملا فلم يعثر له على أثر ... تلاشت جثته بالكامل وأصبحت أثر بعد عين .. لقد تم جمع بقايا أشلاء متفحمة لا نعلم هل هي له أم لا، ولكنها شيء يقدم لذويه وأهله كي يدفنوه ويكون له قبر .

هؤلاء هم أبناء العز والكرامة ... أبناء الإسلام ... أبناء كتائب الشهيد عز الدين القسام صفحة فخر وكبرياء في تاريخ هذه الأمة.

فبعد هذه الضربة القاسية ... تم إمتصاص الضربة وبدأ الرد المزلزل....

فتدك اسديروت .. ونحال عوز ومرابض الدبابات وحظائر الطائرات

بل وصلت صواريخ العز والكرامة في زمن الذل والمهانة العربية حتى مدينة اسدود ويبنا

تصبح مغتصبة اسديروت مدينة أشباح .. فقد ولى زمن ضربها .. ويبدأ النزوح من عسقلان وأسدود في إتجاه الشمال

فلتتحول كل مدننا المغتصبة من قبل الصهاينة إلى مدن أشباح فكما إنتزعونا منها لابد لنا أن نخلعهم منها ....

والله أكبر ولله الحمد

الثلاثاء، ٩ ديسمبر ٢٠٠٨

حال موظفي دايتون في العيد





هذا العيد كما قالت إبنتي الصغيرة (( ملوش هية ))، فهناك الكثير من المنغصات شابت فترة ما قبل العيد والتي تمثلت في منع الحجاج من الحج ومنع وصول الرواتب للموظفين التابعين لسلطة دايتون.

وكان الله في عون هؤلاء الناس الذين تضرروا من سياسة خرقاء لسلطة عملاء وما باليد حيلة، ولكن سأذكر جانب آخر ما حدث لبعض أقاربي من أتباع سلطة دايتون أصحاب الفكر الإنقلابي دحلانيو التوجه.

هذه الشريحة من البشر لا يحركها إلا الشيكل ولا يهز كيانها إلا الدولار، صبت جام غضبها وحنقها ولعناتها على عباس في العيد لأنه لم يرسل الرواتب لهم (ملاحظة هم طبعا من منتسبي الأجهزة الأمنية الغير عاملة والمرابطة في بيوتها وجل وقتهم يقضونه في التشييش) ويقولون ((( ذهب للحج ولم يقبضنا )))، وطبعا تتخلل هذه الكلمات أقذع الإوصاف والشتائم.

الخلاصة في هذه القصة أنه حتى من يعبدون عباس من دون الله غير مقتنعين أن مشكلة عدم تسليم الرواتب لها علاقة بالسيولة النقدية أو الاحتلال، ويدركون أن عباس يستخدم الرواتب كوسيلة ضغط عليهم وعلى الشعب، يعني نظام (( تكدير ))، وبعد كل هذا يتساءل القابعون في المقاطعة السوداء لماذا لا ينتفض أهل غزة في وجه حماس؟ ويتعجبون كيف يتحمل أهل غزة شظف العيش وقسوة الحصار.

والجواب: لأنهم يدركون بأن حماس ليست السبب في الحصار وهم يرون أنها تفعل كل ما هو مستطاع وفوق العادة والعقل لكسر هذا الحصار، وأيضا يرون ويسمعون من الجانب الأخر الإستخفاف بمعاناتهم والرقص على دمائهم وجراحهم، ويدفعون مليون ريال تكلفة إيجار أسبوع لفيلا في مكة كي يقيموا فيها حجاج بيت الله الحرام من فريق الخيانة القابع في المقاطعة، بينما تمنع عنهم الرواتب قبيل العيد وتحرم أبنائهم بهجة العيد.

الثلاثاء، ٢ ديسمبر ٢٠٠٨

فشل النظام العربي


الحصار ما زال مشددا والحوار الوطني ما زال مجمدا، والهدف من وراء كل ذلك هو تركيع حماس ومن خلفها قاطني قطاع غزة من أبناء الشعب الفلسطيني، ذلك الشعب الذي أذل الصهاينة ودفعهم للهروب ذعرا من قطاع غزة الحر.

فهذا الحصار كشف عورة الكثير من الأنظمة والأفراد والمؤسسات والتي صدعت الرؤوس وأوجعت القلوب بحرصها على الشعب الفلسطيني ودماء الشعب الفلسطيني، ولكنها لم تحرك ساكنا عندما تزهق أرواح هذا الشعب بأيديهم وهي تخنقه فلا يستطيع الصراخ أو حتى الدفاع عن نفسه.

فالأنظمة التي تدعي وقوفها على مسافة واحدة من كافة الأطراف تكشفها تصرفاتها على الأرض، وتساوقها مع الحكومة العميلة في الضفة المحتلة، بل ونلاحظ بشكل واضح حجم الإبتزاز الذي تمارسه سلطة رام الله لتلك الأنظمة بسبب علاقته بإسرائيل وأمريكا، حتى إننا نجدها تفعل ما لا يقبله عقل لتشديد الحصار حتى لو كان هذا الأمر يضر بسمعتها وهيبتها أمام المجتمع الدولي أو حتى أمام رجل الشارع العادي.

فما الذي يجعل دولة كبرى كمصر ترفض إدخال وفدا برلمانيا أوروبيا عبر معبر رفح، وتصيب سمعتها بالضرر في الوقت الذي يسمح لهم الإحتلال الغاصب من الدخول عبر معابره براً وعبر البحر، هل سلبت الإرادة السياسية للنظام المصري أو عدم توافر الرغبة أم الأمرين معا.

وموقف الجامعة العربية كمؤسسة لا يقل ضعفا عن الأنظمة، فهي أيضا عجزت عن إتخاذ موقف جرئ يكسر الحصار عن القطاع واكتفت بتسيير قوافل إغاثية من المؤكد ستعبر عبر معبر كرم أبو سالم ليسمح لها بالدخول إسرائيليا، هذه المؤسسة إنكشفت كأحد أركان الضعف العربي العاجز عن إتخاذ موقف مؤثر في قضايا الأمة الحيوية، ولعل نظامها في ضرورة اتخاذ القرارات بالإجماع أحد أهم أسباب هذا الضعف.

وبعد كل هذا نسمع من يتحدث عن الحصار وفشل حماس في رفع الحصار عن قطاع غزة، والذي يعبر في وجهة نظرهم على فشل مشروع الإسلام السياسي، ولكنهم يجهلون أو يتجاهلون السبب الحقيقي للحصار، ويتمسكون بنتائج الحصار ويعتبرونها هي السبب في معاناة الشعب.

إن السبب الحقيقي للحصار هو رفض حماس لشروط الرباعية والتي تتركز في شرطين أساسيين هما إلقاء السلاح والإعتراف بإسرائيل، وطالما لم تعترف حماس بإسرائيل أو تلقي السلاح فلن يرفع العالم حصاره عن قطاع غزة، إلا مجبراً.

ولهذا، فللقائلين بفشل حماس في رفع الحصار نقول لهم أتلومون حماس لأنها فشلت في التخلي عن ثوابتها ولم تعترف بإسرائيل أوتلمونها لأنها ما زالت متمسكة بسلاح المقاومة ومتمسكة بخيار تحرير فلسطين، ذلك الخيار الذي ليس له بديل.

إن الحصار أثبت بما لا يدع مجال للشك بأن النظام العربي الرسمي نظام فاشل لم يقدم للأمة أي شيء يرفع من شأنها بل العكس كان السبب الرئيس في تدهور حال الأمة وإنتكاساتها وجعلها في ذيل الأمم، وكسر الحصار وإنتهائه لا يمكن أن يتم إلا بإنتهاء هذه الأنظمة الفاشلة.

السبت، ٢٢ نوفمبر ٢٠٠٨

ما بين القانون الوضعي وتطبيق الشريعة

في شبكة فلسطين للحوار طُرح التساؤل الدائم حول تطبيق الشريعة
وكان ردي كالتالي
للأسف هناك خلط وعدم فهم للفرق بين أمرينتطبيق الشريعة .. وإقامة الحدودبالنسبة للشريعة الإسلامية فهي مطبقة ولا تمنع .. فالصلاة تطبق وهي جزء من الشريعة، والزكاة تجمع وتوزع وهي من الشريعة بل والمجلس التشريعي أعد قانونا للزكاة لتنظيم عملية الجمع والتوزيع، وأيضاالحج فلم يمنع الحج إلا عصابة رام الله، والجهاد في سبيل الله وهو ذروة السنامفلم يصدر عن الحكومة الشرعية أي أمر يوحي بعدم تطبقها للشريعة الإسلامية حتى التقاضي بين الناس يحول للجان الإصلاح المشكلة من قبل رابطة علماء فلسطين لحل المشاكل بين الناس طبثا للشريعة الإسلامية تحت مسمى القضاء الشرعيأما بالنسبة للحدود .. فلديك حد القتل، وحد الزنا، وحد السرقة
بالنسبة لحد القتل فقد علمنا بأن هناك أحكام إعدام صدرت ضد قتلة ويبقى الأمر في يد من في يده المصادقة على تنفيذ الحكم
أما حد الزنا فله شروطه كي يطبق وهو أربع شهود عدول يؤكدوا رؤيتهم للكاحل في المكحلة بحيث لا يمر خيط بينهم أو الإعتراف بجريمة الزنا
وأما حد السرقة، فلابد أولا أن نكون قادرين على إطعام كل فرد وسد حاجة كل محتاج ثم نبدأ بتطبيق حد كهذا

فهل القانون الوضعي سيجلب لنا المنافع وقانون رب العالمين سيجلب لنا الهلاك؟؟

لا مجال هناك بين ما يقرره البشر لأنفسهم وما يقرره رب البشر للبشرقال النووي في شرح مسلم:15/116: (وجوب امتثال ما قاله شرعاً دون ما ذكره(ص)من معايش الدنيا على سبيل الرأي ، فيه حديث إبار النخل وأنه (ص) قال: ( ما أظن يغني ذلك شيئاً فخرج شيصاً فقال: إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإني إنما ظننت ظناً فلا تؤاخذوني بالظن ، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به . وفي رواية: إذا أمرتكم بشئ من دينكم فخذوا به ، وإذا أمرتكم بشئ من رأي فإنما أنا بشر . وفي رواية: أنتم أعلم بأمر دنياكم .وبهذا فهناك أمور سمح فيها الشارع أن للناس ان ينظموا أمور دنياهم بهدف إصلاحها وتيسيرها لهم، وبهذا فإن القانون الوضعي بحد ذاته لا يحرم إلا إذا أتى مخالفا لقاعدة شرعية . وبهذا فإن وضع القوانين التي تنظم الحياة ولا تتعارض أو تخالف القواعد الشرعية فهي واجبة لأنها تنظم شؤون الناس وحياتهم.وهنا لابد لنا أن نلقي نظرة على بعض أنواع القوانين لنرى هل وجودها يخالف الشرع أم إنه من أمور ا لدنيا التي أمرنا بأن نصلحها بما يعود بالمصلحة والفائدة على عموم المسلمين.
1- القانون الإداري : و هو القانون الذي ينظم علاقات الأفراد مع الإدارات العامة التقليدية و الإقتصادية من خلال استخدام المرافق العامة و إنشاء العقود الإدارية ووضع أسس الرقابة القضائية على أعمال الأدارة (القضاء الإداري) و إرساخ قواعد العمل لدى الإدارة العامة (الوظيفة العامة المركزية و الوظيفة العامة البلدية) و غيرها من العلاقات
2- قانون العمل : و هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العلاقات بين أرباب العمل و العمال. فهو ينظم عقود العمل و الرواتب و المنازعات و التسريح و التعويضات و التأمين على شخص العامل في حوادث العمل و الأمراض الناجمة عنه.
3- القانون الجزائي و قانون الإجراءات الجزائية (أو أصول المحاكمات الجزائية): و هو مجموعة القواعد القانونية التي تتضمن تعريف الأفعال المجرّمة و تقسيمها لمخالفات و جنح و جرائم ووضع العقوبات المفروضة على الأفراد في حال مخالفتهم للقوانين و الأنظمة و الأخلاق و الآداب العامة. و يتبع هذا القانون قانون الإجراءات الجزائية الذي ينظم كيفية البدء بالدعوى العامة وطرق التحقيق الشُرطي و القضائي لمعرفة الجناة و إتهامهم و ضمان حقوق الدفاع عن المتهمين بكل مراحل التحقيق و الحكم
طبعاً لا نقول في النهاية إن كل القوانين الوضعية من هذا النوع أي من أمور الدنيا، بل هناك قوانين تحتاج لإستبدال مثل
القانون المدني: ويسمى أيضاً بحسب المفهوم اللاتيني و الأنكلوسكسوني بالقانون الشائع نظراً لكونه الوعاء الأساسي للقانون الخاص. و هو مجوعة القواعد القانونية التي تنظم علاقات الأفراد الأساسية (اسم، عنوان، أهلية، جنسية) والمدنية (إلتزامات، عقود، مسؤولية مدنية) و في بعض القوانين و خاصة الغربية منها يتسع هذا القانون ليتضمن الحقوق العائلية للفرد من زواج و طلاق ونسب و تبني ونظام الزوجية المالي.
وهذا الأمر لا يطبق بل يستبدل بقانون الأحوال الشخصية والذي مصدره الشريعة وتقوم المحاكم الشرعية والقضاة الشرعيين بالنظر في النزاعات من هذا النوع.
ومن هنا نجد أن وجود الإسلاميين في مراكز وضع اتشريع هامة في هذه المرحلة، ليس في فلسطين وحسب بل في كل العالم الإسلامي، حتى لا يتم تمرير قانون يخالف الشريعة من ناحية وعلى أن يعملوا على إصدار تعديلات على التشريعات القائمة بهدف موائمتها لتتفق مع الشريعة الإسلامية.
لقد تعلمنا من خلال سيرة الحبيب المصطفي سنة التدريج ... فنزول القرآن بالأساس لم ينزل مرة واحدا بل منجما .. أي بالتدريج، وهذا ادي إلى تدرج التشريع.
إن العالم العربي والإسلامي وصل لأدنى المستويات الفكرية والعقدية وأصبح في آخر القافلة ولا يمتلك أي قوة تأثير وكلنا نعلم إن الحق يحتاج إلى قوة تدعمه، والعالم الإسلامي الآن يفتقر لمثل هذه الأمور بل تتكالب عليه الأمم ولنا أن نقول إن وضع المسلمين الآن أصبح أقرب ما يكون للجاهلية الأولى.
ولهذا فإن التغيير المفاجئ سيؤدي إلى صدام عنيف، حيث لأن الشعوب والأنظمة القائمة لا تستوعب مثل هكذا تغيير، فنحن نجد أنظمة عربية إسلامية تمنع الحجاب وأخرى تعطي من يصل بطاقة ممغنطة تتيح له الصلاة في مسجد محدد، وهناك نظام حاكم يجبر من يريد أن يعتكف في شهر رمضان أن يسجل في دوائر الأمن.إن الذهاب مباشرة - وفي وسط عدائي لكل ما هو إسلامي - إلى تطبيق الحدود من قطع يد السارق ورجم الزاني وقطع رأس القاتل سيؤدي إلى وأد المشروع الإسلامي في مهده، ولنا في تجربة الإمارة الإسلامية في أفغانستان (حركة طالبان) عبرة وعظة.
ويجب علينا أن ندرك قبل أن نمتلك القوة التي تحمي فكرنا وشرعنا سنبقى غير قادرين على تطبيق هذا الشرع أو إسترداد أي حق.

الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠٠٨


رسالة إلى أركان السلطة و ضباطها و أفرادها و عتادها :
لو أردنا لفعلنا يا جهلاء ...
فلا تستعجلوا بأسنا إلى ساحة النزال ...
السلام على من اتبع الهدى .. أما بعد :
فما هذه الأوكار المنصوبة ، و لمن نصبتموها ؟ و من أين نلتم نارها و حظيتم ببطشها ؟ و ليس منكم نهاة تمنع الغواة عن دلج الليل وغارة النهار ، قد باعدتم الدين ، و طغيتم و ظلمتم و إن فيكم لفي كتاب الله حكما ، و في سنته عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم قضاء .. و أن لنا بعد أن وعينا هدي ربنا لخيّرة في أمركم ، فإن عجلنا القصاص فنحن معذورون أمام بارئنا ، و إن صبرنا على ما آذيتمونا فلنا موعود الاجر الجزيل ينتظرنا .. أبصارنا دائما ترنوا إلى العلياء كما هي أرواحنا ، و هذه أمنيتنا نختارها على الدوام في منشطنا و مكرهنا .. لكن الذي لا نملك رده إذا حان موعده ، هو ما نخاف عليكم أن تبلغوه ، فلا نظنكم تطيقوا بأسنا إذا نزلنا ، فإنا إذا نزلنا بساح قوم ، ساء صباحهم بغير ما يشتهون ..
أيها الجهلاء : لقد بلغتم مبلغا بجهلكم ، فجعلتم مثالبكم المسممة لمياه يم ظاهرة مفضوحة ، لا تحتاج لمن يجهد نفسه في ذكر محاسنكم أن يجد لكم مبررا ، و قد وعى أمركم ضعيف بائس قبل سيد حالم ، فإن فعلنا بكم الأفاعيل ، فلا نظن أن أحد يبقى دون أن يفهم مقصدنا و مرادنا من اذلالكم ، و لسوف لا نجد بدا من اخراج ما نُعلم عن سبب غاراتنا أو دفعنا إلى نول ثاراتنا ..
أيها الجهلاء : لقد دهمتكم الضلالة العمياء ، و الجهالة الحمقاء ، بسبب ما يظن به سفهاؤكم وحلماؤكم من أن عصبة مثل حماس تعقم أن تلد من يسوؤكم سوء العذاب ، أو أن يجعلن من دجى ليلكم احمرارا كلون الشفق قبيل المغيب ، فما أنتم عليه إلا كمن يضرب يمنة و يسرة في ليل دامس على غير هدى ، و هو لا يعلم ألو أحد أراده طريحا لأتاه من فوقه أو من تحته .. من الجهالة الطمساء أن تظنوا أن من يناور بني صهيون في جبروتهم ، و من ينشأ من تحت سطوتهم و يثبت في ميدان هم له أقوى و به أدرى و عليه اشد ، ثم يتقوى بقوة الواثق ، و تدب في بذوره الروح وتسقى جذوره من مهج المضغ ، لتعانق أغصانه السماء مزاحمة طير هو لها عنان .. ثم نجدكم و قد كدتم تركنوا أننا ممن تطوى صفائحهم أمام من تسودت وجوههم بذل العبودية و التبعية لأراذل البشر .. كلا و الله ، أفيقوا يا هؤلاء ، وحكموا بقية عقل توشك أن تذهب منكم و بكم إلى مهالك لا نعتقد أنكم خبرتموها ...
أيها الجهلاء : لو أردناها لفعلناها معكم .. مضاربكم هزيلة ، ومواقعكم بادية واضحة لنا من البر و الجو ، فإذا كنتم قد تعرفتم ما في ايدي العامة من تكنولوجيا و إلكترون ( Google Earth ) ، فما بالكم بمن يقصد أن تكون له معينا في نزالكم .. سياراتكم كالبقرة الصفراء مميزة فاقع لونها ... مساربكم و طرقكم محدودة بالحدود التي خطها لكم أسيادكم و هي مكشوفة في الليل غير النهار .. لو أردناها لفعلناها معكم و موائدنا تحصي ما لذ وطاب ممن إذا قصدكم سيكون أقله على أصغركم زؤام ، فما بالكم و المقصود أكبركم .. أسألوا عنا من عندكم أننا من روث البهائم نخرج ما هو مفقود من السوق .. فسفور أحمر و غيره أبيض ، و القطني المتفجر مما لا تطيقونه ( نيتروسيليلوز ) .. أمام ذلك ، لا يأخذنكم تفكيركم العقيم أننا لو أردنا نزالكم لفعلنا ما سامكم به جندنا في غزة العزة ، فنحن نعلم طبيعة الميدان ، ونعلم ما تفتقدونه من دواء لكم فنوفره ، و نحن من يختار و من يحدد و من يقرر المكان و الزمان و النوع و الحجم .. نزالنا معكم بالعقل و العدة الخفيفة ، لا بالعدد و الزحوف الثقيلة .. فتذكروا .. ليس لنا شأنا في أبنية تشيد في ارسال رام الله في وسط مقاطعتكم ، او مقاطعتكم التي تخططونها حصنا جديدا في نابلس ، وما شأننا أيضا في مربعات هزلية تشبه مساكن الحمام تشيدونها فوق جدر جنيد ، ميداننا معكم ـ إن أردنا ـ غير ذلك ، و ذلك يسقط بذاته فهو أوهى من بيت العنكبوت ، نحن نعلم جيدا أن لكل وكر لكم مخرجا ، و لكل مركب طريق ، و لكل بيت عنوان ، و لكل شخص مناسبة ، و لكل قوي نقطة ضعف ..
أيها الجهلاء : مهما كنتم قطيعا ، فإن لكل واحد فيكم بصمة ، و لكلٍ بيته و مجتمعه و أفراحه و أتراحه .. فلو أردناها لفعلناها معكم ، فإذا نجى أحدكم من احداها فبأيديكم تحلون الندامة على أهليكم ، أيظنن بعض حثالاتكم أنهم في مأمن من مرصدنا ، أو تعقبنا .. أم يظنن أننا نحصي و ننسى ما تفعلوه ، و ما تتضاحكون عليه في خلواتكم .. أيظنن الحثالة خلدون مصلح أن صفحته طوت ، أم تنقلات أكرمه بين نابلس و رام الله قد شفعت له .. أم يظنن حثالتكم رياض حامد أو حكمت أنهما يستتران .. أم يظن عادل السعيد أنه سعيد بما يفعل ، أم عقاب طوباس بأنه سوف لا يعاقب ، أم أن أيمن الظاهر يحسب نفسه أنه غير ظاهر ، أم أن هشام ذوابي ذائب عن أنظارنا ، أم أن محمد القني بكفر قليل متواري ، أم أن غسان الدلع يتخذ من أفعاله دلعا و ولعا ، أم أن أبو عدي ملحم قد تعدى أبصارنا أو بطشنا ، أم أن نعيم حلبية قد أمن على نفسه و هو غير مؤتمن ، أم أن شارع 15 قد يخفي رامي النجار ، أم أن إياد طه وقاه الوقائي عنا هو و أصحابه ماهر زهير و الصغار أمجد الغليظ و وائل الدبور ، أم أن وضاح الجنيدي و حنين الجعبري و نسيم و نضال و غسان و بلال و منقذ و عمر و علاء و احمد و سليمان ومراد شديد قد غرتهم زيف سطوتهم في خليل الرحمن .. ألا تعلمون أن قائمة حثالاتكم طويلة لدينا بالاسم و اللقب و المكان و الزمان ، أحطنا بصغاركم فضلا عن كبرائكم ، فاجعلو لأنفسكم مدخلا من تقليل الإساءة لمن قدره الغالب أن يسود عاجلا أم آجلا ..
أيها الجهلاء : لقد أحدثتم أحداثا توجب عليكم العقوبة ، فكفوا عنا أيديكم وألسنتكم ، و لا تجعلوا لدراهم معدودة سببا في ادخالكم خصومة من لا يعتد بدرهم او دينار، فمن كان منكم محسنا فليزدد إحسانا .. ومن كان منكم مسيئا فلينزع عن إساءته ، فقد أقحموكم في حرب ليست حربكم ، و أهلكم البسطاء لا يقوون على تحمل أوزاركم عندما تفيض غيظا عليكم ، فلا تجد لكم وقتا لترو أو رحمة ، لقد تجاذبنا أطراف الحديث بين أنفسنا ، فما كان بيننا وبينكم إلا و الشفقة تغلبنا على حالكم ، غبطناكم على أن نصيبكم و أفضل حظوظكم أنكم قد وقعتم مع من هم على منهم الإمام للوسطية أقرب ، و شرعنا الحنيف يفتح لنا أبوابا غير ذلك و لا يرضى لأوليائه الذلة و الضيم .. راجعوا حساباتكم ، و ليقف كل منكم مع ذاته و ليقتنع أن كبيره لن ينفعه إذا جد الجد ، فأن مصائد الغضب تصيد الفرادى اسهل من الجمع ، و الجمع و الفرادة غير معجز في وقت قررت العصبة أن يفعل جند الشمال في الجنوب ، و جند الجنوب في الوسط .. فنرجوكم و ندعوكم و نستهديكم .. لا تستعجلوا بأسنا إلى ساحة النزال ...
( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ
إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا )
و الله أكبر و العزة للاسلام


عصبة من الكوادر العسكرية تحت إمرة
كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح الضارب
لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) في الضفة الغربية
بلغ في منتصف ذي القعدة / 1429هـ
ملاحظة: هذه الرسالة وصلتني عبر البريد ولا أعلم من المرسل

الخميس، ١٣ نوفمبر ٢٠٠٨

لا معتقلين سياسيين في الضفة

خرج المدعو محمود عباس الملقب برئيس السلطة للإعلام وهو واقف بجوار صاحبة الطلعة البهية معلنا بأنه لا يوجد معتقليين سياسيين في سجون السلطة في الضفة.

هكذا بكل بساطة.... في حين إن كل مؤسسات حقوق الإنسان المحايدة والتقارير الإعلامية .. بل تصريحات بعض رموز حركة فتح تقر بأن هناك معتقلين سياسيين.

فأين هي الحقيقة .. هل الرئيس يكذب في هذه المرة ... كسابقاتها أم يزور الحقائق

أعتقد إنه وبعد إجتماع مغلق مع صاحبة الطلعة البهية استمر لمدة 45 دقيقة، لابد وأنهم تناولوا هذا الأمر، وخلصوا لنتيجة بأن المعتقلين من أبناء حماس في سجون السلطة معتقلين لأسباب لها علاقة بالأمن وليس السياسة وبهذا لا يكونا معتقلين سياسيين.

وهذا هو تزوير الحقائق .. لماذا؟ لأن الخطة الأمنية التي وضعها المدير الفعلي للأجهزة الأمنية في الضفة (كيث دايتون) والتي تهدف لنزع سلاح المقاومة تأتي تطبيقا لخطة خارطة الطريق، والتي يسعوا منذ وضعها عام 2002 لتحقيق أول بند فيها وهو القضاء على (الإرهاب).

لقد وضع بوش رؤيته لإقامة دولة فلسطينية (هذا يعتبر هدف سياسي)، وبناءاً على هذه الرؤية تم وضع خطة تؤتي في منتهاها لتحقيق ذلك اهدف السياسي وهذه الخطة متسلسلة أي عبارة عن مجموعة من الخطوات الواجب تنفيذها بشكل متسلسل وأطلقوا عليها اسم ((( خارطة الطريق ))).

ولهذا فإن اعتقال أبناء حماس في الضفة يأتي لتحقيق ذلك الهدف السياسي والهادف لبناء دولة فلسطينية حسب ا لمعايير الأمريكية والصهيونية، أفلا يكونوا معتقليين سياسيين.

ولكننا لا نتعجب من هذه التوصيفات لأننا تعودنا على أذناب الصهاينة والأمريكان أن يكونوا دائما مزورين للحقيقة.. فالعملية الإستشهادية البطولية تسمى عملية حقيرة، تقديم يد العون والمساعدة للأيتام والمحتاجين والأرامل يسمى غسيل أموال، إدخال أموال للشعب المحروم من الدعم المادي يسمى تهريب أموال.

هذا ديدنهم تزوير دائم للحقائق ... هذا ديدنهم في كل مكان وكل زمان.

وبغض النظر عن التسميات وسواء اعتبروهم معتقليين أمنيين أو سياسيين أو حتى جنائيين فإنه من المؤكد أنهم من أطهر الناس وما قبض عليهم إلا لأنهم إختاروا أن يكونوا أطهار، وجتما سيأتي اليوم الذي يتم فيه تحرير أبناء حماس من سجون الخيانة والعمالة.

الثلاثاء، ٤ نوفمبر ٢٠٠٨

المدون أحمد عبد القوي .. ضحية من ضحايا حصار غزة




المدون أحمد عبد القوي ... صاحب مدونة أكيد في مصر ...


طالب في كلية الإعلام .. السنة الثالثة .. جامعة القاهرة تم إستبعاده من السكن في المدينة الجامعية، والسبب أكيد لمشاركته في حملة فك الحصار عن غزة
هذا الطالب متفوق وله حق تجاه الجامعة والمجتمع ويجب عليهم رعايته بدلا من معاقبته على إيجابيته

ومن الصدف الحسنة أن يكون المدون أحمد عبد القوي أيضا من الفيوم
وما أكثر ضحاياكي يا فيوم ...فمنكي الحبيب المدون محمد خيري الأسير في السجون لأنه أيضا شارك في حملة فك الحصار عن غزة.
وما أكثر محبيكي يا غزة


الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٠٨

الحرية للمدون .. محمد خيري




قاعد وإيدي على خدي

بفكر في اللي قاعد جنبي

وأقول يا ترى عارف إيه ذنبي

ذنبي إني بحبك يا بلدي

.

.

.

مكلبشني ولا مكلبش نفسك

يا ترى انت عارف إني بحبك

ومحبش ولادك يبقو زيك

محتاجين للقمة والباقي عندك

.

.

.

أنا محمد والأب خيري

حبيت بلدي زمان من بدري

أفديكي بروحي دا نيلك دمي

وأموت في ترابك دا همك همي

الخميس، ٢٣ أكتوبر ٢٠٠٨

مدرسة حماس السياسية


مما لا شك فيه أن هناك تغييرا في سلوك الأطراف المناوئة تجاه حركة حماس، حيث أن لهجة الخطاب قد تغيرت إلى حد ما، فبعد أن كان الشعار المرفوع "لا حوار مع القتلة"، أصبحت حماس مكون رئيس من مكونات الشعب. وبعد إنتظار لأكثر من عام بعد عملية الحسم العسكري إنبرت الهمة العربية لإنهاء حالة الإنقسام الفلسطينية. كل هذا نتج عن وصولهم لمرحلة اليأس من أن يحدث تغييراً على الأرض، ولكنه فيما يبدو إن خيارتهم كلها تم إستنفاذها بالكامل مما دفعهم في النهاية إلى السعى نحو خيار الحوار الذي رفعته حماس منذ أول لحظة.

إن المتابع لتطور جولة الحوار الأخيرة في القاهرة يدرك أن هناك تغيراً قد حدث لم يكن في الحسبان، ألا وهو الإيجابية التي أبداها الجانب المصري ودفء اللقاء. وقد يكون هذا الأمر مثير للريبة والشك ولكن المؤتمر الصحفي الذي خرج به وفد حماس يكشف أن هناك إختراقا دبلوماسيا قد حدث.

وهذا الإختراق الدبلوماسي يكمن في التكتيكات والاستراتيجيات التفاوضية التي إستخدمها الوفد الحمساوي والتي فاجأت الجميع بموقف مصري يتعاطى مع رؤية حركة حماس مما أوقع العديد من الأطراف في ربكة ظهرت في التصريحات المتشنجة ذات النبرة العالية.

وحري بنا أن ندرس التجربة من منظور علم التفاوض، كي نخرج بدروس قد يتعلمها البعض ممن يمتهنون التفاوض، ويعتبرون أن الحياة برمتها عبارة عن جولة مفاوضات، متناسين إن أهم مبدأ من مبادئ التفاوض هو أن لا إستمرار للتفاوض دون تحقيق مكاسب، وأن المفاوض الجيد هو الذي يعلم متى يبدأ بالتفاوض وفي نفس الوقت يعلم متى يجب عليه أن يتوقف عن التفاوض ويكون مستعدا لذلك.

ولعل أهم ما إعتمدته حماس لإنجاح جولة الحوار مع مصر كان الإعداد الجيد لكل المحاور الهامة واللازمة لإنهاء الأزمة الفلسطينية، حيث إنها لم تدع أي جزئية إلا وقد أشبعتها دراسة ووضعت سيناريوهات تفصيلية توضح كيفية التعامل مع كل جزئية، وذلك كي تتفادي بعض السلبيات التي شابت الإتفاقات السابقة كما حدث في إتفاق القاهرة 2005 وإتفاق مكة 2007.

ولقد إنتهجت حماس عدة خطوات تبغي من وراءها تفادي إنتكاسة هذه الجولة من الحوار، ولعل أول خطوة في هذا الإطار كانت تشخيص القضية محل الحوار وتحديدها بوضوح، ونتج عن ذلك أن وضعت حماس خطة مكتوبة من خمسة محاور يتم العمل عليها بشكل متزامن ومتكامل. وبهذا ذهب وفد حركة حماس وهو يحمل رؤية واضحة ومتكاملة للحل.

ومن الخطوات التي إتخذتها حماس قبيل جولة المفاوضات مع مصر كانت تهيئة المناخ للتفاوض والتي كانت عبارة عن بادرة حسن نية متمثلة في إطلاق سراح المعتقلين السياسين كي تبرهن على صدق نواياها في الوصول إلى حل. ومع إنطلاق جولة الحوار إستطاعت حماس ومن خلال عرضها لرؤيته الواضحة المعالم الخالية من الغموض المتكاملة البنيان، إستطاعت حماس تثبيت موافقة مصر على رؤيتها بشكل كبير.

وكانت الخطوة الأخيرة من الخطوات التي إتبعتها حماس في جولتها التفاوضية مع مصر عبارة عن خطوة بعدية، حيث خرج الوفد المفاوض في مؤتمر صحفي يعلن عن حالة التوافق مع توضيح النقاط التي تم التوافق عليها، ولعل من أهم المبادئ التي تم إعتمادها وتثبيتها في هذه الجولة كان مبدأ عدم تفتيت القضية التفاوضية، حيث تم التوافق على التعامل مع كافة الملفات كرزمة واحدة، وهذا في حد ذاته إنجاز تفاوضي مهم، حيث إنه من الألاعيب التفاوضية أن يتم تفتيت القضية التفاوضية بهدف تمييعها وإطالة أمد العملية التفاوضية.

إن هذه الاستراتيجيات والتكتيكات التي إنتهجتها حركة حماس أدت إلى نتيجة غير متوقعة من قبل بعض الأطراف مما رمى بهم في دوامة من الحيرة نتج عنها مجموعة تصريحات متشنجة لكنها لم تأتي بنتيجة حيث أن حماس رفضت نهج التحاور عبر وسائل الإعلام، مما يغلق الباب في وجه من يسعى لتخريب الأهداف السياسية التي تسعى حماس لتحقيقها من وراء هذا الحوار.

من خلال دراسة سلوك حركة حماس، نكتشف أنها تسير بخطى حثيثة نحو تدشين مدرسة سياسية دبلوماسية جديدة تحمل رؤية علمية لم يعهدها من قبل أي من الأطراف اللاعبة في الساحة، وإلى ان تطور تلك الأطراف أنماط سلوكها في التعامل مع حركة حماس ستكون حماس قطعت شوطا طويلا يصعب عليهم اللحاق بها.

الخميس، ١٨ سبتمبر ٢٠٠٨

الإنسحاب الوشيك من الضفة والتخلي عن السلطة وتركها لمصيرها

الإنسحاب الوشيك من الضفة والتخلي عن السلطة وتركها لمصيرها

إن تصريحات أولمرت بأن حلم دولة إسرائيل الكبرى قد إنتهي تؤكد إنتهاء الأطماع التوسعية لدولة إسرائيل وإنها قررت أن تتقوقع خلف جدار الفصل العنصري

لقد قررت إسرائيل أن تكون لها حدود رسمية معترف بها دوليا وداخليا، فمن خلال بناء جدار الفصل العنصري وإتفاقيات السلام مع مصر والأردن والسعي لإتفاق سلام مع سوريا ولبنان تكون إسرائيل قد رسمت حدودها.

وإذا ما لاحظنا الجهود التي تبذلها الحكومة الصهيونية لإقناع المستوطنين الصهاينة لترك بيوتهم في المستوطنات وقبولهم بالتعويض حيث رصدت الحكومة مبلغ مليارين وستمائة مليون شيكل، يكشف رغبة دولة الكيان بالإنسحاب من الضفة والتخلص من صفة دولة احتلال. وما الحملة الشرسة التي تقودها السلطة العملية في رام الله ضد الحركة الإسلامية وبمساعدة وتسهيل جيش الاحتلال تؤكد سعي اسرائيل لإنهاك حماس بقدر الأمكان حتى تستطيع الانسحاب بسلاسة ودون معوقات.

وهذا الإنسحاب معناه ترك السلطة العميلة في الضفة لمصيرها تواجه الشعب بمفردها، مما يعني قرب سيطرة قوى المقاومة على مقاليد الأمور هناك، ولعل هذا الأمر يفسر سعي الأردن لإعادة علاقاتها مع حركة حماس على اعتبار أن الضفة الغربية بعد إنسحاب الصهاينة منها ستؤول لحكم حركة حماس. ولنفس السبب فإننا نجد مصر تسعى جاهدة لإفشال حماس في غزة حتى لا تصبح قادرة على تسلم مقاليد الأمور في الضفة على اعتبار أن مصر لديها حساسية تاريخية من الحركة المصرية على خلاف الأردن والتي كان لها على الدوام علاقة دافئة مع الحركة الإسلامية.

حلم اسرائيل الكبرى انتهي إلى غير رجعة

خبر وتعليق

الخبر: صرح رئيس الوزراء (الإسرائيلي) ايهود أولمرت أن "حلم اسرائيل الكبرى انتهي إلى غير رجعة وإنه من أجل عدم الوصول إلى دولة ثنائية القومية يجب تقاسم الأرض مع من نعيش معهم"

التعليق: مما لا شك فيه إن هذا التصريح لرئيس وزراء الكيان يعتبر في غاية الأهمية وبعيد الدلالة وقبل تحليل هذا الخبر وأبعاده لابد لنا أن نتعرف على المقصود بإسرائيل الكبرى.

مصطلح إسرائيل الكبرى يقصد به أرض إسرائيل حسب الكتاب المقدس لليهود كما في سفر التكوين حيث يذكر عهد الله مع ابراهيم ((في ذلك اليوم عقد الله ميثاقا مع أبرام قائلا: سأعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات)). وبهذا تشمل اسرائيل الكبرى فلسطين والأردن ولبنان وسوريا بالكامل وأجزاء من العراق والسعودية وتركيا ومصر.

وأيضا هناك مصطلح آخر ورد في الخبر وهو "دولة ثنائية القومية" وهي الدولة الواحدة ذات السيادة الواحدة ولكنها تحتوي على قوميتين، وفي حالتنا هذه يقصد بالقوميتين: العرب واليهود. وهذا المصطلح يأخذنا لمصطلح آخر ذو علاقة بالأمر وهو مصطلح "يهودية الدولة" ويقصد به الدولة الواحدة ذات السيادة والقومية الواحدة والتي هي اليهودية دون غيرها من قوميات.

وبعد استعراض المصطلحات ذات العلاقة، نكتشف إن الهدف الصهيوني المتمثل في إنشاء دولة إسرائيل الكبرى حسب النصوص التوراتية قد تم التخلي عنه بشكل رسمي، وذلك بعد أن تم إتخاذ خطوات عملية على الأرض تؤكد تخلي دولة الكيان الغاصب عن حلمها في دولة ذات حدود توراتية والمتمثلة في بناء الجدار الفاصل والذي صرح بخصوصه القادة الصهاينة بأنه سيكون حدود الدولة الفلسطينية المرتقبة، أي حدود الدولة الصهيونية بالتبعية بعد ما أقرت إسرائيل بحدودها مع باقي الدولة المحيطة إما من خلال إتفاقيات سلام كما مع الأردن ومصر وسوريا مستقبلا أو من خلال قبول بالأمر الواقع كما مع لبنان بعد إنسحابها للحدود الدولية المتعارف عليها.

وبهذا نستخلص إن تراجع إسرائيل عن سياستها التوسعية وسعيها لترسيم حدود يعترف بها من الجميع ناتج عن تغيرات جوهرية حدثت على الأرض تجعلها تخشى على نفسها من الفناء. فتصاعد قوى المقاومة وتعاظم قدرتها أصبح يشكل خطرا حقيقيا على وجودها الأمر الذي دفعها إلى التخلي عن أراضي احتلتها بالقوة دون إتفاق حيث إنسحبت من جنوب لبنان انسحابا أشبه ما يكون بالفرار عام 2000، ومن قطاع غزة عام 2005 دون اتفاق أو حتى تنسيق مع السلطة.

وبالإضافة لخطورة المقاومة على وجود (اسرائيل) فإن الكيان يستشعر خطرا أخر لا يقل في نظرها عن خطورة المقاومة ألا وهو التزايد السكاني للعرب المقيمين في أراضي 48، لا سيما مع تزايد المطالبة بالحقوق المدنية وحقوق المواطنة والمساواة مع اليهود، وهذا الأمر يشكل خطرا على الوجود اليهودي إذا وضعنا في الاعتبار أنه بعد عدة سنوات سيصبح تعداد العرب داخل دولة الكيان أكبر من تعداد اليهود، ولهذا نجد أن القادة الصهاينة يسعون إلى دولة يهودية خالصة، أي دولة تخلو من السكان العرب، ويرفضون رفضا تاماً خيار الدولة ثنائية القومية الذي يعني مباشرة تفوق العرب على اليهود من ناحية الكثافة السكانية ما يجعلهم أغلبية والتالي تصبح لهم القدرة على تغيير هوية الدولة، وهذا أمر بلا شك يرفضه الصهاينة رفضا كاملا.

ولابد لنا أن ندرك تبعات المطالبة بدولة يهودية، حيث يعتبر هذا الأمر لو تحقق قرارا بتهجير جماعي لكافة السكان العرب داخل حدود دولة (إسرائيل) مما يعني نكبة أخرى للشعب الفلسطيني.
إن وصول قادة الكيان لمرحلة القناعة بأنهم لم يعد بمقدورهم التوسع، وتهيئتهم لجمهور المستوطنين بدنو أجل خروجهم من الضفة وإغرائهم بقبول التعويض للخروج من المستوطنات ليؤكد أن دولة الكيان اتخذت قرارها بالرحيل خلف الجدار وما مماطلتها في المفاوضات إلا لكسب الوقت كي تهيئ وضعها الداخلي لمرحلة الإنسحاب المفاجئ ومن طرف واحد من مستوطنات الضفة الغربية كما فعلت في غزة.

الثلاثاء، ٢٤ يونيو ٢٠٠٨

جولة جديدة من الصراع

جولة جديدة من الصراع


بدأت التهدئة وبدأت معها الإستعدادات لجولة جديدة من الصراع، ذلك الصراع الذي لابد له أن ينتهي بانتصار المقاومة لا محالة. إن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس تدرك تمام الإدراك أن المعركة مع الكيان الصهيوني هي معركة وجود فإما نحن وإما هم وحتما سنكون نحن المنتصرون.

إن التهدئة عندما أعطيت فإنها بلا شك تعطي كل طرف من طرفي الصراع فرصة لترتيب أوضاعه لإستكمال المواجهة، ذلك لأن كل طرف بحاجة لتلك التهدئة وإن إختلفت الأهداف ولكنه من المؤكد والواضح إن أحدا من الأطراف لا يفكر في تجميد الصراع عند هذه المرحلة.

ومما لا شك فيه إن التهدئة أسست لظهور مسارات جديدة من الصراع وبالتحديد المسار السياسي على مستوى العلاقات الدولية والمسار التفاوضي. فإذا ما وضعنا مسار المقاومة بجوار تلك المسارات نجد أن هناك تناغما غير مسبوق في منظومة العمل السياسي الفلسطيني لم تكن موجودة من قبل.

فعلى المستوى السياسي والعلاقات الدولية، تتيح التهدئة لإنشاء علاقات مع لاعبين جدد في الساحة لا سيما وأن الكثير من هؤلاء اللاعبين أقروا وإن كان على مضض بأن حركة حماس لاعب سياسي لا يمكن تجاوزه حتى وإن أرادوا. وبهذا فإن إدارة الصراع على المستوى السياسي وتفتيت تلك العزلة السياسية المفروضة على قوى المقاومة ولا سيما حماس قد بدأت بأخذ منحى إيجابي في معرض وضع الأمور في نصابها الحقيقي فيما يتعلق بتمثيل الشعب الفلسطيني.

ولذا فإننا نجد العدو الصهيوني يدشن حملة دولية لتفادي الأثار السلبية – من وجة نظرهم – للتهدئة، وأيضا حيث أن التهدئة ستكون ذريعة لكثير من دول العالم ولا سيما دول الاتحاد الأوروبي من البدء بإجراء اتصالات مع حماس والحكومة. فها هي حماس تحافظ على علاقتها مع مصر وبهذه التهدئة تكون العلاقة مع مصر أنتقلت لمرحلة جيدة، وأيضا الأردن تبحث اعتماد استراتيجية جديدة للتعامل مع حماس لا سيما وأن توقعاتهم للرئيس القادم للسلطة سيكون من حماس.

وأما على المستوى التفاوضي فمما لا شك فيه إن حركة حماس دشنت مدرسة جديدة في التفاوض مع الكيان الصهيوني. مدرسة تفاوضية لم يعتد عليها الصهاينة من قبل، تعتمد على الثبات والتمسك بالثوابت. وكما هو واضح في الأسلوب الغير مباشر في التفاوض يسلب العدو الكثير من أدواته التي استخدمها من قبل مع (فرقة أوسلو التفاوضية)، فليس هناك وجه على الطرف الآخر على الطاولة يستطيع أن يغريه بمغريات أو يستدرجه إلى منزلقات أو يحشره في الزاوية.

العدو الصهيوني يخوض غمار مفاوضات غير مباشرة وهو مغمض العينين، مسلوب مع أهم سلاح يستخدمه المفاوض ألا وهو سلاح المعلومات. لقد تعود العدو الصهيوني أن يفاوض أفرادا وليس مؤسسة فكان من خلال المعلومات التي يجمعها عن المفاوض يعرف ما هي نقاط القوة والضعف والتي تعتبر أسلحة في يد المفاوض الصهيوني. ولكن في هذه الحالة لا يمتلك مثل هذه الأسلحة، حتى وإن عرف من هو الموجود في الطرف الآخر إلا أن الواقع يقول أنه ليس أفراد الذين يفاوضون وإنما حركة شورية لا تخضع لأهواء أفراد.

أخيرا من الواضع أن عهد جديدا قد بدأ في تاريخ القضية الفلسطينية وتاريخ الصراع مع العدو الصهيوني. بعد أن كان العدو الصهيوني يتعامل مع كل ما هو فلسطيني بفوقية وتعالي وإنتقائية، أصبح الآن مرغما أن يقبل بمبدأ التبادلية والندية وإن كان على مضض وفي نفس الوقت ليس له يد في طبيعة من هو موجود أمامه في الجانب الأخر. وبهذه التهدئة التي قد ينظر إليها البعض من محدودي الرؤية على إنها تخلي عن المقاومة إلا أنها في حقيقة الأمر هي اعتراف صهيوني ضمني بقدرة المقاومة لقيادة الشعب الفلسطيني، ولا أدل على ذلك من الأصوات التي تتعالى داخل الكيان بأن التهدئة خطأ إستراتيجي.

السبت، ٢٤ مايو ٢٠٠٨

مقال رائع للدكتور عبد الله الأشعل ... جدير بالقراءة

مصر تلتزم قانوناً بفتح معبر رفح ـ السفير د. عبد الله الأشعل
السفير د. عبد الله الأشعل : بتاريخ 24 - 5 - 2008
لم أكن أشأ أن أعالج هذه النقطة تحديداً لولا أن البعض مما يروجون لمواقف معينة فى السوق السياسية الرائجة فى مصر جزموا بأن مصر ملتزمة بموجب اتفاق السلام مع إسرائيل أن تغلق المعابر فى وجه الفلسطينين ويؤسفنى القول إن من بنود هذا السلام مع إسرائيل ما يفسر فى مصر بسخاء غريب لا تحلم به إسرائيل والسبب ليس فقط محاولة مجاملة إسرائيل ضمن صفقات المجاملة الكثيرة ومن ثم إرضاء واشنطن واستدرار عطفها وتليين قلبها القاسي جداً ، ولكن السبب يرجع أيضاً إلى الجهل بأحكام المعاهدة التى أدعو الأحزاب السياسية أن تنظم دورات لشرحها ودراسة ظروفها ومضمونها وإجراء البحوث اللازمة لشأنها .كما أننى أري سبباً ثالثاً وهو أن إنعدام الإرادة السياسية المستقلة يدفع الحكم إلى إلتماس الأعذار والتعلق بأى سبب حتى يفلت من المأزق . ثم عاد هؤلاء العباقرة ليجدوا سنداً أخر للإلتزام المصري للإغلاق وهو اتفاق المعابر ولكن مصر ليست طرفاً فى إتفاق أنتهى بعد عام على الأكثر أى عام 2006 كما أن ظروفه قد تغيرت جذرياً بدخول حماس إلى السلطة فى يناير 2006 ثم سيطرتها على غزة فى يونيو 2007 أى بعد أن ساد الفراغ القانوني مسألة المعابر ، مؤدى ذلك أن مصر ليست ملتزمة مطلقاً بان تغلق المعابر فى وجه الفلسطينين ويبقى بعد ذلك أحتمالان : الاحتمال الأول هو أن مصر حرة فى أن تفتح المعبر أو تغلقه وهو إحتمال يستند إلى سيادة الدولة على أراضيها ومن حقها أن تفتح مع الدول المجاورة أو أن تغلق وهذا يخضع لمحض تقديرها لمصلحتها . ولكن يرد إحتمال ثالث وهو أن مصر ملتزمة بفتح المعابر للفلسطينين وأن هذا الإلتزام قانوني وأخلاقي وسياسي وأمني وتحصل أسس هذا الإلتزام فيما يلي : الأساس الأول : هو أن إغلاق المعابر في وجة الفلطسطنيين في وقت يتعرضون فيه لإبادة حقيقية منظمة ومقصوده من جانب إسرائيل يعتبر إنتهاء لإلتزمات الدولة الوحيدة المجاورة لفلسطين وفق أحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الدولي وتعتبر مصر شريكاً علي الأقل وفق المعيار المادي للعمل الإجرامي وإن كنا نشك في توفر الركن المعنوي وهو تعمد مصر إغلاق المعابر لإستكمال وإنجاح مخطط الإباده الإسرائيلي ولكن ينال من هذه البراءة أن مصر تري بكل عيونها مايحدث وتدرك أبعاده وتري أثاره .معني هذا الأساس الأول أن فتح المعابر ليس مكرمة أو نوبة ونفحة من نفحات العطاء للشعب الفلسطيني كما يصوره كهنة المعبد في مصر .الأساس الثاني : يتعلق بالأمن القومي المصري ، لأن إغلاق المعابر يؤدي إلي إنجاح خطة إسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني وإخضاعة وهذا يناقض وأنا علي يقين لو كان السادات حياً لما أستمرت معاهدة السلام بهذا الوضع يوماً واحداً وكذلك فإن فتح المعابر يحبط مخطط الإباده ويستبق ما سيحدث حتماً وهو إنفجار سكان غزة علي حدود مصر مما يحدث تبعات لا حدود لها من جميع النواحي .الأساس الثالث : أخلاقي وهو أن العالم العربي وفي مقدمته الشعب المصري لا يمكن أن يسعد بمناظر الإبادة اليومية للشعب الفلسطيني وذلك بمنع مقومات الحياة عنه ، ثم الإغاره علية بالقوة للإجهاز علية .لا أبالغ إذا قلت إن العالم كله متواطيء في هذه الجريمة النكراء مع إسرائيل ، هذا العالم فقد الإعتبار والضمير ولا يحق له أن يتحدث حديثاً مكرراً عن القيم الإنسانية بينما جزء من هذه الإنسانية يتعرض أمام عينيه للإبادة ،فضلاً عن أن هذا العالم لا يزال يدفع ثمن أعمال الإبادة اليهودية المبالغة فيها والتي كانت مجرد حادثة وليس سياسة رسمية لدولة عضو في المجتمع الدولي .والأغرب من ذلك أنه رغم كل ذلك تجد سياسة الإختراق الإسرائيلية أرضاً خصبة في العالم العربي الذي أنتصر لغاصبيه وضحي بجزء عزيز من جسده .والخلاصة أن مصر ليست ملزمة قانونياً بإغلاق المعابر ،وليست حرة تماماً في فتحها أو إغلاقها ولكنها يقينا تلتزم قانوناً بفتحها لإحباط المخطط الإجرامي الإسرائيلي ويكفي أنه إذا كان فتح المعابر سوف يوفر للفلسطينين مصادر الحياة ، فإن إسرائيل تكفلت بأعمال الإبادة العسكرية وفرض الموت في كل ساعة والهدف هو إما أن يموت الفلسطينيون في أرضهم أو أن يقرروا الفرار في أخر موجات الهجرة إلي سيناء ولو كانت مصر هي نفسها التي عرفناها منذ ربع قرن لما جرؤت إسرائيل علي أن تعمل بحرية كاملة في أهم النطاقات الجغرافية للأمن القومي المصري .

الأحد، ١٨ مايو ٢٠٠٨

في ذكرى النكبة لنا كلام

ذكرى النكبة رقم 60....

هذه الذكرى في هذا العام لها طعم يختلف ... فها نحن نرى العدو الصهيوني وبعد 60 سنة من إحتلاله أرضنا ما زال يدافع عن وجوده، ويبذل الجهد للحفاظ على أمنه، فطول الزمن والأيام لم تحقق له الأمن ولم تجعل وجوده حقيقة مقبولة رغم إتفاقيات السلام المتعددة والتي ركزت على قضيتين الحق في الوجود والحفاظ على الأمن.

مما لا شك إن هذه الحالة للكيان المسخ لم تأتي من فراغ وإنما كانت هناك عقول تفكر وأيدي تعمل وقلوب مخلصة جعل هذا الأمر واقعا .. فالآن وفي الذكرى الستين أصبحت إسرائيل أكثر خوفا وأقل أمنا...

في الذكرى الستين نرى العرب وقد رفعوا برق الحياء ... فها هم يتفاوض بدلا من هذا الكيان .. وها هم يستخدمون كل وسائل الضغط لتثبيت أركان هذا الكيان والمحافظة على أمنه ... فهل سيستطيعون .... أشك في ذلك ... و إني لأرى إنهم بفعلتهم هذه يجعلون في زوال كراسيهم من تحتهم.

في الذكرى الستين .... نرى المفاوض الفلسطيني .. وبعد طول عدو خلف سراب حلول التسوية ... نجده أكثر يأسا من إيجاد حل يحفظ له ماء الوجه ... في الذكرى الستين يجب أن يرفع المفاوض الفلسطيني لراية البيضاء ويكف عن مفاوضاته ... التي أقل ما يقال عنها إنها عبثية.

في الذكرى الستين .. نرى مقاومتنا الباسلة .. أكثر عنفوانا وقوة ... فها هي ترسم خريطة شرق أوسط جديد .. على خلاف ما تمنى بوش وصحبه .. شرق أوسط يحكمه الإسلام.

قال بوش في خطابه أمام الكنيست في احتفاليتهم .. إنه وبعد ستين عاما ستحتفل ((إسرائيل )) بالذكرى الـ120 فهل يا ترى هو أو من كان يستمع له مقتنعون بأن هذا فعلا سيحدث... بالتأكيد لا

الثلاثاء، ٢٢ أبريل ٢٠٠٨

حق العودة لفلسطين - Right to return to Palestine

أدعو كل الشعب الفلسطيني للتوقيع على عريضة المطالبة بحق العودة لفلسطين
للوصول لصفحة التوقيع على عريضة المطالبة بحق العودة لفلسطين عبر الرابط التالي

الخميس، ٣ أبريل ٢٠٠٨

المبادرة اليمنية ما بين القبول والنكوص


المبادرة اليمنية ما بين القبول والنكوص

إن المبادرة اليمنية ليس كغيرها من المبادرات التي سعت إلى رأب الصدع في الشعب الفلسطيني، وذلك لأنها قوبلت بالترحيب من كلا الطرفين على حد السواء بمجرد إطلاقها من رئيس اليمن. فقد صرح الرئيس عباس لجريدة العرب القطرية بتاريخ 27/2/2008 قائلا (أعلنا موافقتنا عليها دون شروط ويبقى أن يوافق عليها الطرف الآخر) ".. في إشارة لحماس.

ولكن يبدو أن قيادات حماس كانت متشككة في هذا الإعلان ومدى جديته على إعتبار أنه ولأول مرة لم يشرع عباس برفع سيف الشروط المسبقة للحوار في وجه مثل تلك الجهود، فقد أوضح أسامة حمدان أن إعلان رئيس السلطة محمود عباس موافقته على المبادرة اليمنية الآن "لا ينبع من جدية الحوار، وإنما لمحاولته التغطية على موضوع الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة خاصةً، وأنه لم يفعل شيئاً لرفع الحصار، بل كرّس هذا الحصار في أنابوليس وباريس"، مشيراً إلى أن السبب الآخر جاء "للتغطية على اغتيال الشهيد الشيخ مجد البرغوثي في سجون المخابرات التابعة لعباس". وأكد حمدان "على استعداد حركة حماس للتفاهم حول هذه المبادرة واستعدادها لإنجاح أي جهد عربي من شأنه أن يجمع الشمل الفلسطيني".
إلا أن التأكيدات بقبول عباس المبادرة عادت في تصريح لعزام الأحمد لصحيفة "الجريدة" الكويتية بتاريخ 13/3/2008 " أن الرئيس محمود عباس أعلن، منذ اليوم الأول، في جميع المحافل قبوله التام بالمبادرة اليمنية" إلا أنه أضاف أيضا بأن وفد لمنظمة التحرير سيذهب لليمن لمناقشة المبادرة وهذا الأمر لفت نظر حماس إلى أن حركة فتح تختبئ خلف إسم المنظمة ولا تريد أن تجلس للحوار بشكل مباشر. مما دعا للدكتور صلاح البردويل الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية في قطاع غزة أن يصرح لـ "القدس العربي" يوم 19/3/2008 بأن المبادرة اليمنية لن يكتب لها النجاح لان هناك ضغوطا إسرائيلية وأمريكية تمارس على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن تمنعه من الوصول لقاسم مشترك مع الحركة لبدء الحوار معها.

وبعد مشاورات شاقة تحت رعاية الرئيس اليمني تم التوقيع على المبادرة اليمنية كإطار لاستئناف الحوار وأمام وسائل الإعلام. لكن الغريب أنه لم تمضي سوى ساعات قليلة حتى تم التنصل من هذا الاتفاق. وهذا الأمر يُظهر حقيقية تخوف قيادة حماس من البداية في نوايا حركة فتح والسلطة الجدية في الحوار وإعادة اللحمة للنظام السياسي الفلسطيني.

ولعل التصريحات الصهيونية والأمريكية على لسان ديك تشيني تؤكد تصريحات حماس بأن هناك ضغوطا إسرائيلية وأمريكية على حركة فتح والسلطة، فقد صرح الصهاينة بكل وضوح على أن عباس عليه أن يختار إما الحوار مع حماس أو التفاوض معهم وأيضا تصريح تشيني بأنه لن يكون هناك حوار بين فتح وحماس.

وفي ظل هذه النهاية التي فاقت التوقع حق لنا أن نستقي بعض الدروس والعبر مما حدث، أهمها أن قيادة المقاطعة في رام الله ومعها حركة فتح ذهبوا بعيدا في علاقاتهم مع الصهاينة لدرجة عدم قدرتهم على البعد عنهم ولو من أجل مصلحة الشعب، وأيضا أظهر هذا الموقف المتناقض من التوقيع على الإعلان بأن هناك تيارات متصارعة داخل حركة فتح والسلطة تهدف لتحقيق مكاسب فردية حتى ولو اتخذوا شعار الحوار الوطني وإعادة اللحمة للشعب فما هذه إلا طرق ابتزازية، ما أن يحصلوا على مرادهم حتى يعودوا سيرتهم الأولى من التنصل وإدارة الظهر للمصلحة الوطنية العليا.

وأيضا لعل أهم الدروس من هذه التجربة التأكد من أن السطوة الأمريكية والصهيونية على إرادة السلطة وحركة فتح كبيرة جدا بحيث أصبح هناك صعوبة في مداراتها.

وأخيرا لقد أعذرت حماس أمام الله والشعب أنها لم تألوا جهدا في سبيل عودة الوفاق الوطني إلا بذلته ولا طريقا إلا سلكته، بعدما اتضح للقريب والبعيد من هو الحريص على المصلحة الوطنية العليا ومن هو الحريص على علاقات البزنس وبطاقات الـ VIP.

الاثنين، ٢٤ مارس ٢٠٠٨

تقزيم القرار الوطني

تقزيم القرار الوطني


في خبر عن دمج جهاز الأمن الوقائي في جهاز الاستخبارات دافع جبريل الرجوب عن هذا الجهاز ووطنيته، مضيفا أن هذا الجهاز مستهدف صهيونيا ومبينا أن هناك رفضا داخل حركة فتح لهذا القرار وأن الرئيس نفسه يرفض هذا الأمر حيث أوضح الرجوب أن ما فهمه من الرئيس محمود عباس أن مسألة الدمج «غير واردة لديه على الإطلاق لأنه مدرك تماماً مخاطر حدوث ذلك ومدى انعكاساته السلبية على مشروعنا وعلى مؤسساتنا وعلى قرارنا الوطني».

وهناك حق لي كمواطن أن أتساءل هل مجرد نقل موظفين من تبعية جهاز إلى جهاز آخر أو تغيير مسمى أو إلغاء لمسمى جهاز أمني يصل لدرجة تشكيله خطرا على المشروع الوطني والقرار الوطني؟ طيب كيف؟؟!! .. أم أن الأمر يُنظر له من باب الإقطاعيات وإن هذه ملكية خاصة لفرد أو مجموعة من الأفراد لا يمكن المساس بها مطلقا.

إن التعامل مع القضية الفلسطينية والمؤسسات الأمنية - المفروض إنها مؤسسات وطنية تهدف لخدمة المواطن – على أنها ملكيات خاصة لا يمكن الإقتراب، من الأسباب الرئيسية لتدهور الحالة الفلسطينية بل ويعتبر السبب المباشر في ظهور أمراء الحرب أمثال دحلان والطيراوي.

قد يعتقد البعض أن وجود حماس على الساحة هو الدافع لتغول هذه الأجهزة وتفردها بعيدا عن المصلحة الوطنية. لكن في حقيقة الأمر، هذا الأمر قديم جدا وكان موجود وبشكل واضح عندما كانت السلطة ذات لون سياسي واحد. وما زلنا في غزة نذكر الصراع الدائم بين جهازي الشرطة والوقائي في فترة ما قبل الإنتفاضة.

وبالعودة لقضية دمج الوقائي في المخابرات، فإننا نقول إنه يعتبر تقزيما وتصغيرا لمشروعنا الوطني وقرارنا الوطني المستقل عندما نربطه بمجرد دمج جهاز في جهاز. ولدينا هنا في غزة نموذج جميل تم فيه مثل هذا الأمر بسلاسة كبيرة جدا، وأقصد هنا دمج القوة التنفيذية في جهاز الشرطة، ولم يتأثر لا المشروع الوطني ولا القرار الوطني بهذا الدمج.

كلنا نعرف الظروف التي ظهرت فيها القوة التنفيذية وحجم التضيحات التي تحملتها والتحديات التي واجهتها هذه القوة سواء على المستوى المحلي أو من قبل العدو الصهيوني، بالإضافة لدورها في صد الإجتياحات وفي عملية الحسم أيضا. ومع ذلك وللمصلحة الوطنية العليا وحفاظا على المشروع الوطني كان هناك قرار بدمج القوة التنفيذية في جهاز الشرطة وتم الأمر بمنتهى السلاسة وأصبح أبو عبيدة الجراح نائبا لمدير جهاز الشرطة – والذي هو بالمناسبة من حركة فتح - بعد أن كان قائد للقوة التنفذية.

وأخيرا نقول إن المشروع الوطني والقرار الفلسطيني لا يجب عليهما أم يرتبطا بأفراد أو مؤسسات معينة أو هيئات، وإنما فقط يجب أن يرتبطا بأهداف استراتيجية يتم تنفيذها بواسطة أفراد ومؤسسات وهيئات.

الاثنين، ١٠ مارس ٢٠٠٨

خبر وتعليق

الخبر: ليفني : اسرائيل لن تسمح بقيام دولة فلسطينية الان لانها تشكل تهديدا خطرا لامن اسرائيل بسبب ما يحدث في قطاع غزة

التعليق: إذا كان هذا هو ما تقدمه إسرائيل فعلام المفاوضات، وإذا لم يأتي عباس بدولة وهو الأمر الوحيد الذي يجعله يتمادى في المفاوضات فما هو المغزى من المفاوضات إذاً ؟

الخبر: وافق رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت على بناء 750وحدة سكنية جديدة في مستوطنة غفات زئيف اليهودية في الضفة الغربية المحتلة

التعليق: ما دام الإستيطان ما زال مستمرا وبوتيرة متسارعة فماذا تبقى من الأرض كي يفاوض عليه عباس.

الخبر: أكد اشرف العجرمي وزير شؤون الأسرى والمحررين (في حكومة فياض) يوم الاحد ،انه ليس هناك جديد فيما يتعلق بتبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير لدى الفصائل الفلسطينية

التعليق: سؤال برئ يطرح نفسه: ما علاقتك بهذا الأمر؟ الجندي غير موجود لديك … وليس في يدك الإفراح عن الأسرى في سجون الإحتلال … وأيضا غير مطلع على مجريات التفاوض … فما هي علاقتك بالموضوع؟ الأفضل لك أن تهتم بقضايا الكنتينا للأسرى ولا تفرق بينهم.

الثلاثاء، ٤ مارس ٢٠٠٨

لا سياسة في الغاز ولا غاز في السياسة

لقد طرح أحد الأخوة الكرام على منتدى الإخوان مبادرة بأن نتوحد خلف مطلب واحد يقضي بأن يكون الغاز المصري والبترول العربي مقابل رفع الحصار عن غزة... بارك الله فيه .. ولكن
كان ردي كما يلي:
لقد إتخذ العرب منذ سنوات قرار إستراتيجي بعدم تسييس البترولفلا بترول في السياسة ولا سياسة في البترول.. وهذا الأمر ينسحب على الغاز المصري بالتأكيدهذه واحدةأما الثانية .. فإن الحكومة المصرية وعبر القطاع الخاص دفعت من دم الشعب المصري 470 مليون دولار لكي تمد خط الأنابيب من العريش لإسرائيل تحت الماء كي تضخ الغار بسهولة ويسر وبسعر تفضيلي بل بثمن بخس .. بل بسعر التراب وقد يكون التراب سعره أغلى من الغاز الذي يبيعه مبارك لإسرائيل فقط سبعة سنت للمتر المكعب بينما سعره في السوق العالمي سبعة دولارنظام يقدم كل هذه التنازلات والتضحيات من أجل إسرائيل على حساب الشعب المصري فإنه ليس من المتوقع أن يمنع الغاز من أجل سواد عيون الشعب الفلسطيني المتمرد على بيت الطاعة الأمريكي

السبت، ١٦ فبراير ٢٠٠٨

الحصار الإعلامي .... مواجهة من نوع جديد



يبدو أن العالم لم يكتفي بالحصار الخانق المباشر الذي يفرضه على قطاع غزة، فها هي بوادر حصار من نوع جديد سيطال ليس فقط العشب الفلسطيني في غزة وإنما كل الشعب الفلسطيني ومؤيديه في كل العالم لاسيما العربي.

إن الإعلام المقاوم والممانع في السنوات القليلة الماضية لعب دوراً كبيرا في مواجهة الهجمة الصهيوأمريكية على المنطقة، وخصوصا بعد دخول فضائية الأقصى هذا المضمار هذا إلى جانب الإعلام الالكتروني المميز لكثير من الموقع الإخبارية والمنتديات التي تكشف الوجه القبيح للاحتلال وأعوانه.

ففي اجتماع طارئ وعاجل لوزراء الإعلام العرب بتاريخ 12/2/2008 تم التوقيع على وثيقة "تنظم قواعد بث القنوات الفضائية في الدول العربية". حيث تضع هذه الوثيقة مبادئ حاكمة للبرامج السياسية ومنها منع ما تسميه بالتحريض، وأيضا طالبت بالالتزام "باحترام كرامة الدول وتجنب "تناول قادتها أو الرموز الوطنية فيها بالتجريح". وقد تكون لهذا الحد الوثيقة في شيء من المعقولية ولكن الخبراء والإعلاميون ينتقدون هذه الوثيقة ويعتبرونها ردة إلى عصر الوصاية على الجماهير. وقد أكد الكاتب المصري عبد الحليم قنديل أن "أخطر ما تضمنته الوثيقة هو تجريم ليس فقط البث بل الاستقبال" ولنا أن نتخيل ماذا يمكن أن تفعل تلك الأنظمة بمواطنيها لمن يشاهد قناة فضائية تعتبرها هذه الدولة غير مطابقة للشروط.

ولنا أن لا نستبعد على بعض الدول أن تقوم بإصدار قوانين تتيح للشرطة مداهمة أي منزل يشاهد قناة فضائية تنتقد نظام الحكم أو تدعو لإبادة إسرائيل ومحاربة أمريكا، على اعتبار إن هذا الأمر يضر بالأمن القومي لهذا البلد أو ذاك، أو يخالف ميثاق البث الفضائي.

وفي نفس الإطار فالكل يعلم الدور الذي لعبته الانترنت في كشف الكثير من ممارسات الاحتلال وأعوانه وتوثيقها وإيصالها لأكبر قدر ممكن من الناس حول العالم. فبعد أن كانت الإنترنت وسيلة لإفساد الشباب من خلال المواقع الإباحية ومواقع التعارف أصبحت بفضل الله مؤخرا أيضا منبر يطل منه المجاهدين على العالم، ومن المؤكد هذا الأمر أزعج أعداء الأمة كثيراً.

وفي هذا الصدد لا يمكننا أن نمر على حادثة قطع كابلات الانترنت التي تغذي الشرق الأوسط مؤخرا وكأنها مجرد حادثة عابرة، بل يجب أن ننظر لها بعين الشك والريبة. لاسيما وأن كاتبا أمريكيا معروف بتصديه ومواجهته لإدارة بوش ومخططات جماعة المحافظين الجدد، وهو الكاتب جاستن رايموند رئيس تحرير صحيفة آنتي وور، قد نشر تحليلاً حمل عنوان «لغز قاطع – الكابل: تجسس، كذب، نظريات مؤامرة – ماذا وراء إخراج الشرق الأوسط من دائرة الانترنيت؟»، يبين فيه أن عملية قطع الكابلات أتت ضمن مؤامرة جماعة المحافظين الجدد الشاملة، والتي تتضمن عزل منطقة الشرق الأوسط عن العالم قبل حدوث العدوان العسكري الأمريكي لاسيما وأن الكابلات التي قطعت في الشرق الأوسط والخليج العربي. والذي يعزز وجه نظر رايموند بخصوص المؤامرة عدة أشياء منها أن الرادارات المصرية لم تكشف عن أي حادث في منطقة القطع والتي تواجه مدينة الإسكندرية وتقع في منطقة تغطيها أجهزة الرصد المصرية. إن عملية قطع الكابلات بهذه الطريقة لا يمكن أن تتوفر لجهة عادية، لجهة الانتقاء وإمكانيات وقدرات النفاذ إلى الأعماق البحرية واختيار كوابل بعينها دون غيرها من الكابلات.

وهناك الكثير من النظريات حول الهدف من قطع الكابلات ولكن يبدو أن هذه العملية عبارة عن محاولة للقيام بوضع أجهزة تجسس وتنصت ووضعها تحت السيطرة أو إخضاعها لعمليات التجسس والتصنت.

ما يعنينا أن نوضحه في هذا الصدد وفي ضوء المساعي لفرض قيود على البث الفضائي وعلى احتمالات التخريب المتعمد لكابلات الانترنت بهدف القطع أو التجسس، إن سياسة الحصار ليس على الشعب الفلسطيني فقط وإنما ستمتد لباقي شعوب المنطقة، لاسيما وأن حصار قطاع غزة كان له ردود أفعال شعبية مبهرة ليس فقط على مستوى الشارع العربي وإنما على مستوى العالم. الأمر الذي يؤكد فشل سياسة الحصار من تحقيق أهدافها دون إزعاج. ولذا يسعى أعداء الشعب والقضية من كتم صوت أنين هذا الشعب المعذب بتلك الإجراءات والسياسات.

ولهذا يجب على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية أن تكون مستعدة لمواجهة هذا النوع الجديد من الحصار والذي يهدف لكتم أنفاسها وحرمانها من إيصال معاناتها للعالم.

الأحد، ١٠ فبراير ٢٠٠٨

عبثية المشهد المضحكة



إن المشهد العربي في هذه الآونة ولا سيما المصري فعلا مشهد يبعث على الاستغراب. فبع أن كنا في نظر النظام عبارة عن حفنة من الجياع تحولنا إلى غزاة ومحتلين بقدرة قادر ولكننا لن نخوض كثيرا في هذا الأمر فالتبريرات والدوافع كثيرة سواء كانت صحيحة أو مفتعلة. ولكن الغريب أن يعتبر النظام المصري مقاومة شعبنا أمر مثير للضحك والسخرية بل ويصف بالكاريكاتيرية.
وفي حقيقة الأمر لا أعلم ما هو المضحك في مقاومتنا للإحتلال رغم ضعف إمكانياتنا في مواجهة إمكانياتنا بل المضحك أن دول عربية كاملة تملك أسلحة بمليارات الدولارات تقف عاجزة أما الإعتداءات الصهيونية بحجة عدم واقعية المواجهة أو أن توازنات القوى ليست لصالحهم. أمر مضحك فعلا ما دمتم لا تريدون حربا فلم تتسلحون هذا هو المضحك بالمثير للسخرية.
إن كانت دوافعنا لمقاومة الإحتلال تثير استغرابكم وضحككم على إعتبار أن ما نصنعه من الأمور العبثية، فليكن، فدعونا في عبثنا نعبث بالعدو ونعبث بأعصابه، فما الذي يثير حفيظتكم. هل أنت حزين على أروحنا أكثر منا، فنحن الذين نفقد أرواحنا برضى أم أنك حزين على بيوتنا التي بنيناها بكدنا وتعبنا فنحن نقدمها فداءا للوطن والدين برضى فاسعد ببيتك ولا شأن لكم ببيوتنا، أم حزين على ليالينا المعتمة فأقول لا تحزن واسعد بلياليك المضيئة.
إن تلك التصريحات التي تأتي بذريعة الواقعية وعدم جدوى المقاومة ليس منبعها خوف المصرحين علينا بل هو محاولة الإدعاء بأن هذا الأمر لا يفضحهم ولا يعريهم وهو كذلك. فعندما يرتقى أبناء قادتنا للعلا شهداء يشعرون بالخوف لأنهم لا يستطيعون أن يقدموا ضريبة بهذا الحجم وعندما تقصف بيوتنا فوق رؤوسنا فإنهم يزدادون رعبا لأن الضريبة فوق طاقتهم.
إن المحاولات اليائسة بتحقير مقاومتنا والإيحاء بعدم جدواها تبطلها حالات الهلع والفزع التي يعيشها الصهاينة في مستوطناتهم. وتبطلها التقارير الأمنية الصهيونية بقدرتهم التي وصلت لدرجة الصفر في مواجهة المقاومة وصواريخ المقاومة (العبثية) إلى ذلك بسبب إعتقادهم بحقيقة ما يقولون وإنما حماولة منهم لتخبئة خيبتهم بل خيانتهم.
إن التساوق مع الإحتلال والدفاع عن مصالحه من خلال تسفيه المقاومة والتقليل من قدرها إنما يصب في خانة خيانة القضية وأصحاب القضية، وهذا الأمر لابد من التعامل معه بحجمه الطبيعي ومسمياته الحقيقية ويجب أن تضع النقط على الحروف، من يضع يده في يد الصهاينة فإنما هو خائن ويجب أن يعامل على هذا الأساس حتى ولو كان من ذوي القربة.

الثلاثاء، ٥ فبراير ٢٠٠٨

الأسرى والعودة للحصار

اليوم وقعت في مدونة "يلا نفضحهم" للإفراج عن الدكتور إبراهيم الزعفراني من سجون السلطة الحاكمة في مصر، وهذا اليوم أيضا عاد قطاع غزة لدائرة الحصار والذي تم إخراقه جزئيا في الأيام الماضية، ولكن يبدو إن هذا الأمر لم يرق للعديد فبعد حملة صحفية ضد فتح الحدود وبعد فشل محادثات القاهرة المتعلقة بفتح معبر رفح إنتهت الأوضاع بمواجهة مسلحة على الحدود لا أعرف كيف بدأت ولكن كانت نتيجتها محزنة شهيد (نسأل أن يكون كذلك) وعدد من الإصابات.

نسأل الله الثبات والأجر على رباطنا على ارض فلسطين لا سيما غزة، آملين أن تحدث إستفاقة شعبية تنهي هذه الحالة المتردية للدول العربية.

اللهم آمين

الخميس، ١٠ يناير ٢٠٠٨

أزمة الحجاج بين صناعة الأزمة وإدارة الأزمة



لاشك أن أزمة الحجاج تعتبر خطوة ومرحلة من المراحل التي مرت بها حركة حماس وتجاوزتها بجدارة، لتتأكد للداني والقاصي أن حركة حماس قادرة على قيادة السفينة مهما قابلتها من أنواء أو لأواء.

ومن البديهي أن أزمة الحجاج لم تكن أزمة حقيقية وإنما هي أزمة مصطنعة. فقد تم صناعة أزمة الحجاج يرجع لعدة أسباب متداخلة أبرزها تضييق الحصار على غزة والقضاء على الأنفاق والتأثير على مفاوضات صفقة تبادل الأسرى حيث تم إستخدام ورقة المعونة الأمريكية لضغط على ا لحكومة المصرية.

وهنا سوف نلقي الضوء على كيفية إدارة حركة حماس لهذه الأزمة والتي تكللت جهودها بالنجاح في نهاية المطاف وفي زمن قياسي غير متوقع. ولعل من أبرز النقاط التي إرتكزت حركة حماس في إدارتها لهذه الأزمة كان المخزون الفكري للحركة والتجربة، حيث أن تجربة حماس في مسألة مبعدي مرج الزهور كانت تجربة غنية تم الإستفادة منها بشكل كبير جدا.

وأيضا المرتكز الفكري الذي تقوم عليه الحركة كان له الفضل الكبير في كيفية تحديد مسار إدارة هذه الأزمة. فأركان البيعة التي يحفظها أبناء الدعوة تهيئ لهم الاستعداد العقلي والنفسي لمواجهة مثل تلك المحن ولعل ركني "الثبات" و "الثقة" تجليا في هذه الأزمة بشكل واضح فعندما قالت القيادة إن الحجاج سيدخلون من معبر رفح كما خرجوا منه، لم يتسرب الشك ولو للحظة في نفوس أي من الحجاج وهذا الأمر ساعد بشكل كبير على ثبات الحجاج على موقفهم بحتمية عودتهم من خلال معبر رفح مما أقفل الباب في محاولات إختراق صف الحجاج وإيجاد شرخ في مواقفهم. وفي هذا الموقف تجلي ركن "الأخوة" والذي عرفه الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله بأن قال فيه "الأخوة: أن ترتبط القلوب والأرواح برباط العقيدة، والعقيدة أوثق الروابط وأغلاها، والأخوة أخت الإيمان، والتفرق أخو الكفر، وأول القوة: قوة الوحدة، ولا وحدة بغير حب، وأقل الحب: سلامة الصدر، وأعلاه: مرتبة الإيثار"

ولقد حاول صانعو أزمة الحجاج أن يصنفوا الأزمة على أنها أزمة سياسية ذات حجم صغير وأن لها بعد جغرافي يبدأ من العريش وينتهي في تل أبيب مروراً بغزة ورام الله. ولكن حنكة حركة حماس في هذا الجانب قلب موازين التعاطي مع هذه الأزمة فلقد تجنبت حركة حماس التعامل مع هذه الأزمة على أنها أزمة سياسية بل أصرت على أن هذه أزمة إنسانية بالدرجة الأولى وما كان لها أن تكون، حيث أبرزت البعد الديني لهذه الأزمة مما وضع الأزمة في بعد جغرافي اوسع يبدأ من مكة المكرمة ولا يتوقف في أي مكان بل يغطي المنطقة من طنجة إلى جاكرتا.

إن وضع حماس لهذه الأزمة ضمن هذا النطاق الجغرافي الواسع وجعل هذه الأزمة تمس نطاق واسع من البشر كان له الأثر في إعادة توصيف حجم الأزمة، فمن أزمة تتعلق بألفين شخص إلى أزمة تتعلق بمليار وربع المليار من المسلمين. وهذا النطاق الواسع شكل زخما إعلاميا كبيرا جدا لم يتوقعه صانعي الأزمة، وهنا برزت المهارة الإعلامية التي إكتسبتها حماس في مواجهة الأزمات على مدار عقدين من الزمن ليتم تجييش كل وسائل الإعلام بقصد منها أو بدون قصد لعرض هذه الأزمة الإنسانية.

هذا الأمر دفع صانعي الأزمة ليعيدوا تقييم حجم الأزمة، ليتم إعادة تصنيفها من أزمة صغيرة أو محدودة ليس لها تهديدات إلى أزمة كبيرة متفجرة ذات تهديدات قد تضر بمصالح صانعي هذه الأزمة. فهذه الأزمة أبرزت على السطح المعاهدات مع الكيان وإلى أي مدى هذه الإتفاقات مجدية، وأيضا أبرزت قضية السيادة على الحدود مما شكل ضغطا داخليا من الرأي العام وفتح العيون على قضايا كانت في طي النسيان.

إن إدارة حماس لأزمة الحجاج من الناحية العلمية كانت ناجحة وبجدارة، حيث أن النجاح في إدارة أي أزمة يرتكز على مجموعة من العوامل نستعرضها سريعا وهي كالتالي:-

1- إدراك أهمية الوقت: دائما ما يكون عنصر الوقت علاجا لكثير من القضايا كما أوضح الإمام حسن البنا في شرحه لأركان البيعة، وإرتكازا على هذا المخزون الفكري لم يكن عنصر الوقت ضاغطا على حركة حماس بل إستخدمته حماس ليكون ضاغطا على صانعي الأزمة بحيث تولد شعورا بأن مرور الوقت دون إتخاذ قرار بحل الأزمة سينتج عنه مخاطر غير متوقعة.
2- توفر معلومات شاملة ودقيقة: ولقد تعاملت حماس مع هذا العامل بطريقة علمية راقية حيث تم عرض نسب وإحصائيات حقيقة عن وضع الحجاج مثل نسبة النساء ونسبة المرضى ونسبة كبار السن، وقد تم إستخدام هذه المعلومات في الأحاديث الإعلامية بشكل واضح ودقيق مما أعطى زخما إعلاميا ومصداقية للبعد الإنساني لهذه الأزمة.
3- توافر نظم إنذار مبكر لرصد علامات الخطر: لقد إستطاعت حماس أن تجعل أزمة الحجاج عبارة عن نظام إنذار مبكر للرأي العام والكتاب والمثقفين على مدى خطورة إستمرار إغلاق معبر رفح وأيضا وضعت قضية السيادة على الحدود والأرض على المحك.
4- الاستعداد الدائم لمواجهة الأزمات: هذه الأمر أثبتته حماس في أكثر من موقع، ولذا كان موقف الحجاج وتمترسهم خلف القيادة وإصرارهم على العودة بنفس بطريقة الخروج وأيضا إستعدادهم لتحمل هذه الأزمة مهما طالت مدتها كان عنصر هاما في إنهاء الأزمة سريعا.
5- القدرة على حشد وتعبئة الموارد المتاحة: فقد نجحت حماس في حشد الرأي العام المحلي والعربي والإسلامي لمواجهة هذه الأزمة وأيضا مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والإعلاميين والكتاب وعلماء الدين والمؤسسات الدولية.
6- نظام اتصال يقيم بالكفاءة والفاعلية: وقد حرصت حماس منذ بداية الأزمة أن توفر نظام اتصال من قلب الأزمة مما أتاح سرعة ووفرة للمعلومات لكل الأطراف المعنية بالأزمة وأيضا إيصال أصوات الحجاج للعالم وإظهار معاناتهم مما كان له الأثر الكبير في إنهاء هذه الأزمة.

إن أزمة الحجاج أبرزت كيفية إدارة الصراع من جانب الطرف الآخر مع حماس، فهم حتى هذه اللحظة يديروا الصراع من خلال صناعة الأزمات بهدف إيقاف وقطع نشاطات الحكومة الرشيدة في غزة لمواجهة الحصار الظالم والذي استمر على مدار سبع شهور نجحت فيه حماس والحكومة من الصمود، مما يؤكد براعة القيادة في تحويل الأزمات وما تحويه من مخاطر إلى فرصة لإطلاق القدرات الإبداعية بحيث تكون كل أزمة مصطنعة فرصة لإعادة صياغة الظروف المحيطة وإيجاد الحلول السديدة.