الثلاثاء، ٣٠ يونيو ٢٠٠٩

الوديعة الفجيعة


مما لا شك فيه إن قضية شاليط أخذت من الجهد والوقت الكثير، ولعل ما يصبر الناس وفصائل المقاومة الآسرة للجندي الأسير هو الهدف المراد تحقيقه من خلال تنفيذ صفقة تبادل مشرفة تجرح الأسرى من ظلمات السجن.لقد سارت عملية التفاوض في طريق طويل وشاق، لم تتورع خلاله دولة الكيان كم تنفيذ عمليات كبيرة ضد الشعب الفلسطيني من إغتيالات وحصار خانق وانتهت بحرب مجنونة، كل هذا والجندي بين أيدي المقاومة، وقد كنت أشعر بأن إسرائيل بعمليات هذه تتمنى أن يتم تصفيه ذلك الجندي لتنتهي من هذا الصداع.
لقد مرت ثلاث سنوات على أسر ذلك الجندي ولم يتم التوصل لمعرفة مكانة برغم إستخدام كافة الوسائل الممكنة وحتى المجنونة والغبية لتثبت صلابة وصمود المقاومة وقدرتها الأمنية العالية في عملية أصعب من عملية الأسر نفسها وهي عملية الحفاظ على الأسير. مرت هذه السنوات وكان خلالها مفاوضات عسيرة أثبتت إسرائيل من خلالها قدرتها الكبيرة على المراوغة والمماطلة والتسويف غير آبهة بعنصر الزمن.
والآن وفي الذكرى الثالثة لعملية الأسر، تصعد بعض المعلومات على السطح، قد تكون بالونات اختبار أو تمهيد لإعلان الصفقة، ولقد كان من تلك التسريبات أن يتم تسليم جلعاد شاليط لمصر كوديعة إلى أن تنتهي عملية التفاوض، وهنا تكمن الفجيعة.فلنا أن نتخيل كم من الوقت سوف يستهلك الصهاينة في عملية التفاوض من وقت بينما شاليط في أيدي أمينة محافظ على حياته (هذا على اعتبار أن مصر ستحفظ الوديعة ولن تسلمه لإسرائيل قبل إنجاز إتفاق التبادل) مقارنة بالوقت الذي استهلكته في التفاوض بينما كانت شاليط في قبضة المقاومة وحياته مهددة بالخطر.
لن نقول إن مصر ستغدر بالمقاومة وتسلمه لإسرائيل وتفشل صفقة التبادل، ولكن من المؤكد إن شاليط سيقضى فترة التفاوض هذه في راحة وبحبوحة ستعتبر إجازة نقاهة لشاليط على حساب الشعب المصري إن فكرة تسليم شاليط كوديعة في أيدي المصريين، سيكون ضربة قاسية للمقاومة ولمشروع صفقة التبادل المنتظرة والتي تحمل من أجلها شعبنا الفلسطيني بشكل عام والأسرى وأسرهم بشكل خاص الويلات.
إن ما عرف عن الصهاينة من تسويف ومماطلة وقدرة عالية على تضييع وقت المفاوضات يجعلنا لا نتفاءل كثيرة في نجاح التفاوض على صفقة تبادل الأسرى بينما شاليط موجود في مصر معزز مكرم كوديعة، حيث لا يكون الصهاينة حينها واقعين تحت ضغط شعبي خوفا على حياة شاليط.