الثلاثاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٠٨

الحرية للمدون .. محمد خيري




قاعد وإيدي على خدي

بفكر في اللي قاعد جنبي

وأقول يا ترى عارف إيه ذنبي

ذنبي إني بحبك يا بلدي

.

.

.

مكلبشني ولا مكلبش نفسك

يا ترى انت عارف إني بحبك

ومحبش ولادك يبقو زيك

محتاجين للقمة والباقي عندك

.

.

.

أنا محمد والأب خيري

حبيت بلدي زمان من بدري

أفديكي بروحي دا نيلك دمي

وأموت في ترابك دا همك همي

الخميس، ٢٣ أكتوبر ٢٠٠٨

مدرسة حماس السياسية


مما لا شك فيه أن هناك تغييرا في سلوك الأطراف المناوئة تجاه حركة حماس، حيث أن لهجة الخطاب قد تغيرت إلى حد ما، فبعد أن كان الشعار المرفوع "لا حوار مع القتلة"، أصبحت حماس مكون رئيس من مكونات الشعب. وبعد إنتظار لأكثر من عام بعد عملية الحسم العسكري إنبرت الهمة العربية لإنهاء حالة الإنقسام الفلسطينية. كل هذا نتج عن وصولهم لمرحلة اليأس من أن يحدث تغييراً على الأرض، ولكنه فيما يبدو إن خيارتهم كلها تم إستنفاذها بالكامل مما دفعهم في النهاية إلى السعى نحو خيار الحوار الذي رفعته حماس منذ أول لحظة.

إن المتابع لتطور جولة الحوار الأخيرة في القاهرة يدرك أن هناك تغيراً قد حدث لم يكن في الحسبان، ألا وهو الإيجابية التي أبداها الجانب المصري ودفء اللقاء. وقد يكون هذا الأمر مثير للريبة والشك ولكن المؤتمر الصحفي الذي خرج به وفد حماس يكشف أن هناك إختراقا دبلوماسيا قد حدث.

وهذا الإختراق الدبلوماسي يكمن في التكتيكات والاستراتيجيات التفاوضية التي إستخدمها الوفد الحمساوي والتي فاجأت الجميع بموقف مصري يتعاطى مع رؤية حركة حماس مما أوقع العديد من الأطراف في ربكة ظهرت في التصريحات المتشنجة ذات النبرة العالية.

وحري بنا أن ندرس التجربة من منظور علم التفاوض، كي نخرج بدروس قد يتعلمها البعض ممن يمتهنون التفاوض، ويعتبرون أن الحياة برمتها عبارة عن جولة مفاوضات، متناسين إن أهم مبدأ من مبادئ التفاوض هو أن لا إستمرار للتفاوض دون تحقيق مكاسب، وأن المفاوض الجيد هو الذي يعلم متى يبدأ بالتفاوض وفي نفس الوقت يعلم متى يجب عليه أن يتوقف عن التفاوض ويكون مستعدا لذلك.

ولعل أهم ما إعتمدته حماس لإنجاح جولة الحوار مع مصر كان الإعداد الجيد لكل المحاور الهامة واللازمة لإنهاء الأزمة الفلسطينية، حيث إنها لم تدع أي جزئية إلا وقد أشبعتها دراسة ووضعت سيناريوهات تفصيلية توضح كيفية التعامل مع كل جزئية، وذلك كي تتفادي بعض السلبيات التي شابت الإتفاقات السابقة كما حدث في إتفاق القاهرة 2005 وإتفاق مكة 2007.

ولقد إنتهجت حماس عدة خطوات تبغي من وراءها تفادي إنتكاسة هذه الجولة من الحوار، ولعل أول خطوة في هذا الإطار كانت تشخيص القضية محل الحوار وتحديدها بوضوح، ونتج عن ذلك أن وضعت حماس خطة مكتوبة من خمسة محاور يتم العمل عليها بشكل متزامن ومتكامل. وبهذا ذهب وفد حركة حماس وهو يحمل رؤية واضحة ومتكاملة للحل.

ومن الخطوات التي إتخذتها حماس قبيل جولة المفاوضات مع مصر كانت تهيئة المناخ للتفاوض والتي كانت عبارة عن بادرة حسن نية متمثلة في إطلاق سراح المعتقلين السياسين كي تبرهن على صدق نواياها في الوصول إلى حل. ومع إنطلاق جولة الحوار إستطاعت حماس ومن خلال عرضها لرؤيته الواضحة المعالم الخالية من الغموض المتكاملة البنيان، إستطاعت حماس تثبيت موافقة مصر على رؤيتها بشكل كبير.

وكانت الخطوة الأخيرة من الخطوات التي إتبعتها حماس في جولتها التفاوضية مع مصر عبارة عن خطوة بعدية، حيث خرج الوفد المفاوض في مؤتمر صحفي يعلن عن حالة التوافق مع توضيح النقاط التي تم التوافق عليها، ولعل من أهم المبادئ التي تم إعتمادها وتثبيتها في هذه الجولة كان مبدأ عدم تفتيت القضية التفاوضية، حيث تم التوافق على التعامل مع كافة الملفات كرزمة واحدة، وهذا في حد ذاته إنجاز تفاوضي مهم، حيث إنه من الألاعيب التفاوضية أن يتم تفتيت القضية التفاوضية بهدف تمييعها وإطالة أمد العملية التفاوضية.

إن هذه الاستراتيجيات والتكتيكات التي إنتهجتها حركة حماس أدت إلى نتيجة غير متوقعة من قبل بعض الأطراف مما رمى بهم في دوامة من الحيرة نتج عنها مجموعة تصريحات متشنجة لكنها لم تأتي بنتيجة حيث أن حماس رفضت نهج التحاور عبر وسائل الإعلام، مما يغلق الباب في وجه من يسعى لتخريب الأهداف السياسية التي تسعى حماس لتحقيقها من وراء هذا الحوار.

من خلال دراسة سلوك حركة حماس، نكتشف أنها تسير بخطى حثيثة نحو تدشين مدرسة سياسية دبلوماسية جديدة تحمل رؤية علمية لم يعهدها من قبل أي من الأطراف اللاعبة في الساحة، وإلى ان تطور تلك الأطراف أنماط سلوكها في التعامل مع حركة حماس ستكون حماس قطعت شوطا طويلا يصعب عليهم اللحاق بها.