الأحد، ٢ ديسمبر ٢٠٠٧

حركة حماس .. والظلامية

حركة حماس .. والظلامية


ترددت كثيرا كلمة "ظلامية" كوصف لحركة حماس على لسان عباس لاسيما بعد عملية الحسم العسكري المباركة وآخرها في كلمته في مؤتمر وهم الخريف بأنابوليس. وبالطبع يقصد بذلك أن حركة حماس كحركة إسلامية ستغرق المجتمع الفلسطيني في الظلام.

هذا الأمر من المؤكد فيه تجني على الإسلام قبل أن يكون فيه تجني على حركة حماس نفسها لأن الإسلام هو عنوان حماس وليست حماس عنوان للإسلام فإذا ما وصفت حماس بالظلامية فبالطبع سينسحب الوصف على ما تمثله حماس من قيم وأفكار والتي هي بالأساس قيم وأفكار إسلامية بحتة.

وبدلا من أن ندخل في عملية تبرئة حماس من الظلامية ونفي هذه التهمة عنها، فإننا سوف نبحث في أصل ومدلولات هذا المصطلح وحينها نرى هل ينطبق هذا الأمر على حماس كحركة تحرر وطني ذات بعد ديني إسلامي أم لا.

إن مصطلح "الظلامية" يطلق على القرون الوسطى التي عاشتها أوروبا في الفترة ما بين عامي 525م وحتى 1500م، عندما أغلقت مدارس الفلسفة والعلوم في الاسكندرية وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها الدولة البيزنطية، حيث انتشرت الحروب وأمراض الطاعون وغيرها من المآسي الاجتماعية وقمع الحريات. في القرون الظلامية اعتمدت أوروبا على نظام إقطاعي يتكون من الملوك وملاك الأراضي (البارونات) وعامة الناس الذين كانوا بمثابة عبيد لا يملكون من أمرهم شيئا. وأيضا إنتشرت في العصور الوسطى الظلامية في أوروبا محاربة العلم والعلماء وقتلهم بتهم الهرطقة والدجل والسحر.

والجدير بالذكر هو أنه في الوقت الذي كانت تمر في ظلام دامس كانت هناك دول أخرى تعيش النور مثل الصين (ما بين 618-907م) والبلاد الإسلامية التي بدأت تتوسع مع انتشار الدين الإسلامي.

وبهذا نستطيع أن نخرج بسمات رئيسية تميز أي نظام حكم يمكن أن يسمى "ظلامي"، وهذه السمات هي:
1- محاربة العلم والعلماء وعدم دعمهم.
2- الإستئثار بالمال والسيطرة على مصادر الدخل.
3- قمع الحريات ومصادرة الرأي الآخر.

وبهذا نستطيع أن نحدد هل حركة حماس حركة ظلامية أم لا؟ هل حركة حماس تحارب العلم والعلماء وتغلق المدارس وتحث المعلمين على الإضراب وتخرج الطلاب من المدارس؟ هل حركة حماس تحتكر السلع الرئيسة وتتاجر في أقوات الناس؟ هل حركة حماس تفرض الإتاوات وتبتز أموال المواطنين؟ هل حركة حماس تقمع الإعلاميين وتكمم أفواههم؟ هل حركة حماس تمنع المطالبة بمحاربة المحتل المعتدي؟ هل حركة حماس تخرق القانون وتمارس البلطجة القضائية بمحاكم عسكرية؟

إن عباس بإتهامه حركة حماس بالظلامية، فإنما يحقق المثل العربي الشهير "رمتني بدائها وانسلت"

ليست هناك تعليقات: