الثلاثاء، ٢ ديسمبر ٢٠٠٨

فشل النظام العربي


الحصار ما زال مشددا والحوار الوطني ما زال مجمدا، والهدف من وراء كل ذلك هو تركيع حماس ومن خلفها قاطني قطاع غزة من أبناء الشعب الفلسطيني، ذلك الشعب الذي أذل الصهاينة ودفعهم للهروب ذعرا من قطاع غزة الحر.

فهذا الحصار كشف عورة الكثير من الأنظمة والأفراد والمؤسسات والتي صدعت الرؤوس وأوجعت القلوب بحرصها على الشعب الفلسطيني ودماء الشعب الفلسطيني، ولكنها لم تحرك ساكنا عندما تزهق أرواح هذا الشعب بأيديهم وهي تخنقه فلا يستطيع الصراخ أو حتى الدفاع عن نفسه.

فالأنظمة التي تدعي وقوفها على مسافة واحدة من كافة الأطراف تكشفها تصرفاتها على الأرض، وتساوقها مع الحكومة العميلة في الضفة المحتلة، بل ونلاحظ بشكل واضح حجم الإبتزاز الذي تمارسه سلطة رام الله لتلك الأنظمة بسبب علاقته بإسرائيل وأمريكا، حتى إننا نجدها تفعل ما لا يقبله عقل لتشديد الحصار حتى لو كان هذا الأمر يضر بسمعتها وهيبتها أمام المجتمع الدولي أو حتى أمام رجل الشارع العادي.

فما الذي يجعل دولة كبرى كمصر ترفض إدخال وفدا برلمانيا أوروبيا عبر معبر رفح، وتصيب سمعتها بالضرر في الوقت الذي يسمح لهم الإحتلال الغاصب من الدخول عبر معابره براً وعبر البحر، هل سلبت الإرادة السياسية للنظام المصري أو عدم توافر الرغبة أم الأمرين معا.

وموقف الجامعة العربية كمؤسسة لا يقل ضعفا عن الأنظمة، فهي أيضا عجزت عن إتخاذ موقف جرئ يكسر الحصار عن القطاع واكتفت بتسيير قوافل إغاثية من المؤكد ستعبر عبر معبر كرم أبو سالم ليسمح لها بالدخول إسرائيليا، هذه المؤسسة إنكشفت كأحد أركان الضعف العربي العاجز عن إتخاذ موقف مؤثر في قضايا الأمة الحيوية، ولعل نظامها في ضرورة اتخاذ القرارات بالإجماع أحد أهم أسباب هذا الضعف.

وبعد كل هذا نسمع من يتحدث عن الحصار وفشل حماس في رفع الحصار عن قطاع غزة، والذي يعبر في وجهة نظرهم على فشل مشروع الإسلام السياسي، ولكنهم يجهلون أو يتجاهلون السبب الحقيقي للحصار، ويتمسكون بنتائج الحصار ويعتبرونها هي السبب في معاناة الشعب.

إن السبب الحقيقي للحصار هو رفض حماس لشروط الرباعية والتي تتركز في شرطين أساسيين هما إلقاء السلاح والإعتراف بإسرائيل، وطالما لم تعترف حماس بإسرائيل أو تلقي السلاح فلن يرفع العالم حصاره عن قطاع غزة، إلا مجبراً.

ولهذا، فللقائلين بفشل حماس في رفع الحصار نقول لهم أتلومون حماس لأنها فشلت في التخلي عن ثوابتها ولم تعترف بإسرائيل أوتلمونها لأنها ما زالت متمسكة بسلاح المقاومة ومتمسكة بخيار تحرير فلسطين، ذلك الخيار الذي ليس له بديل.

إن الحصار أثبت بما لا يدع مجال للشك بأن النظام العربي الرسمي نظام فاشل لم يقدم للأمة أي شيء يرفع من شأنها بل العكس كان السبب الرئيس في تدهور حال الأمة وإنتكاساتها وجعلها في ذيل الأمم، وكسر الحصار وإنتهائه لا يمكن أن يتم إلا بإنتهاء هذه الأنظمة الفاشلة.

هناك ٣ تعليقات:

محمد عبدالله يقول...

من يعلق أملة على النظام العربي بمؤسساته
إنما يعلق أملة على جدار بيتاً خرب
الأمل في أحرار الأمة الذين يرفضون الذل داخل أوطانهم حتى يتعافى جسد مزقت حراب الأعداء والخونة والعملاء

أبو أحمد الحسنات يقول...

حياك الله أخي محمد عبد الله

مشكور على المرور الكريم والتعليق الطيب

الشريف / جمال طة يقول...

الى /عبدالله بن عبد العزيز ملك السعودية
جـــــزاء المعـــــــــــــروف ضــــرب الكفـــــــــوف
دمـــــــاء المصريين متمثلة فى دماء الضباط والجنود المصريين التى سالت على أرض السعودية هى
صاحبة الفضل بعد الله فى بقاء الغترة والعقال على رأسك وكذا بقاء البشت على كتفيك وكذابقائك
متربعا علــى عرش حكم وملك السعودية
وبانتهاء حرب الخليج وبقاء السعودية على الخريطة كانت مكافأة المصريين فى السعودية الجحود
والنكران وأكل حقوق المصريين وألأساءة اليهم بالظلم والقهر والقمع وأكبر شاهدا على ذلك ماتعرضت
له أنا على مدى ثلاثة عشر عاما من 2/11/1992 م حتى عودتى مصر فى 8/5/2005م
حقا صدق مثلكم وقولكم جزاء المعروف ضرب الكفوف
انتظــــــــــروا انتقــــــام المنتقم الجبارفاطر السموات وألأرض